هل أزعجت موريتانيا جيرانها فباتوا يكيدون لها ؟!
تميز الأداء الدبلوماسي الموريتاني خلال السنوات الأخيرة بالحيوية، والنشاط، والفاعلية، والتأثير، على المستويات: الإفريقية، والعربية، والدولية، وبات حضور موريتانيا، ورئيسها قويا، ونالت البلاد شرف تمثيل القارة الإفريقية – عندما كانت بعض الدول خارج الاتحاد الإفريقي، وتستجدي للدخول إليه- كما مثلت موريتانيا الأمة العربية في العديد من المحافل، آخرها قمة "أستانا" قبل أيام، وبالتوازي مع ذلك بات الجنود الموريتانيون حاضرين في بؤر التوتر في القارة الإفريقية، حيث مساهمة موريتانيا واضحة في حفظ السلم في القارة، كما أصبحت موريتانيا تتخذ مواقف سياسية مستقلة، انطلاقا من مصالحها العليا، وقناعة رئيسها، دون استشارة أي جهة خارجية.
هذا الواقع على ما يبدو لم يرق لبعض جيران موريتانيا، بل فاجأهم، وأزعجهم، وأربكهم، ولم يعرفوا طريقة التعامل معه، فراحوا يمدون يد الصداقة في العلن، ويدسون الدسائس في السر، ويكيدون لموريتانيا، عبر ذرائع شتى، وينسقون في ما بينهم لوقف هذا الحضور الموريتاني المتنامي في المحيط، وخارجه.
محور داكار – مراكش بات مفضوحا، ويتابع الموريتانيون باستغراب تنسيق داركار، والرباط في كل ما من شأنه زعزعة الوضع في موريتانيا، وتشويه صورتها، ولعل الدور الذي لعبه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزي في حل أزمة غامبيا حين فشل الجميع كان القطرة التي أفاضت كأس هؤلاء، واشعرتهم بأن موريتانيا بالفعل باتت بلدا يحسب له حسابه.
موريتانيا ليست غافلة، ولا متغافلة - برأي المراقبين- عن تلك التحركات المشبوهة، وتتابع الوضع عن كثب، والأكيد أن انواكشوط تمتلك من الأوراق ما ستستخدمه في الوقت، وبالطريقة المناسبتين إذا لزم الأمر، ومن يعول على حضور داخل موريتانيا عبر دعم من داكار، ومراكش يبدو واهما.