رغم إنجازاته الهامة، ولد عبد العزيز يفتقد لطاقم إعلامي مقنع !
يـُجمع متابعو المشهد السياسي، والإعلامي في موريتانيا بأن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز يفتقد لطاقم إعلامي متخصص، يؤدي الدور المطلوب منه، ويشبه البعض الرئيس ولد عبد العزيز برجل الأعمال الذي لديه مصانع تنتج منتجات جيدة، ورائدة، لكن هذه المنتجات لا تجد من يوصلها بأمانة للزبائن، ويشرح لهم فوائدها، ومميزاتها الفريدة، فولد عبد العزيز أنجز بالفعل الكثير لهذا البلد، وشعبه، ولديه حكومة ناجحة إلى حد بعيد في تنفيذ سياسته، وتطبيق تعليماته، لكن ليس لديه مستشارون إعلاميون، متخصصون في العلاقات العامة، والدعاية، والخطابة، والإقناع، للوقوف في وجه دعاية المعارضة في الداخل، والخارج، ويمكن القول إن ولد عبد العزيز متفوق بمنطق الإنجازات على الأرض، وأن حكومته متقدمة على المعارضة من زاوية العمل ليل نهار على خدمة الشعب، لكن المعارضة متقدمة أشواطا "إعلاميا، ودعائيا" حتى إنها استطاعت قلب بعض إنجازات الرئيس إلى "كوارث" في نظر الشعب، والأمثلة عديدة.
من الغريب حقا أن المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية لم يظهر في مقابلة تلفزيونية، وطنية، أو خارجية، ولم يشارك في إنعاش ندوة، ولم يكتب مقالا واحدا منذ تعيينه في منصبه، بل إن معظم العاملين في الحقل الإعلامي، والسياسي لا يعرفون اسم المستشار الإعلامي للرئيس !! الذي سجل رقما قياسيا في الغياب، أو التغيب، حتى عن الأنشطة الرسمية التي يقوم بها رئيس الجمهورية، مثل الزيارات الداخلية، والخارجية، رغم أن منصب المستشار الإعلامي يفرض على من يتولاه الحضور في كل شيء، والحديث في، وعن كل شيء، والتعامل مع كل شيء، والدفاع عن الرئيس، ونظامه في كل مناسبة، ومحفل.
باستثناء الخرجات الإعلامية لرئيس الجمهورية، والجولات الداخلية لوزيره الأول، والنقطة الصحفية الأسبوعية للنطاق باسم الحكومة، باستثناء هذا، لا نكاد نجد للنظام أي حضور في المسرح الإعلامي، ليبقى السؤال محيرا.. هل أن النظام لا يدرك أصلا أهمية دور الإعلام، أم أنه عاجز عن العثور على الكفاءات المتخصصة في المجال – رغم وجودها- ؟!!.