جنازة رسمية للدركي الشهيد، وقيادة الدرك تـُغالط أسرته المفجوعة (خاص)
وصل ليلة البارحة إلى انواكشوط جثمان الدركي من الدرجة الرابعة عيسى ولد حمادي صمب، حيث أقيمت له جنازة رسمية، شارك في مراسمها كل من: وزير الدفاع، ووزير العدل، وقائد أركان الدرك الوطني، فضلا عن المئات من أقارب الفقيد، وأصدقائه، ومحبيه، وتمت صلاة الجنازة بجامع ابن عباس بانواكشوط.
ولم تخل صلاة الجنازة من كواليس، وفوضوية واضحة، عكسها وصول قائد أركان الدرك الوطني، ووزيري العدل، والدفاع قبل نصف ساعة على الأقل من وصول الجنازة، وبعد وصولها، حاول المنظمون أن يخصصوا صفا خاصا بالرسمين، والعسكريين، لكن الإمام رفض ذلك، ليتم مزج المدنيين من جموع الحاضرين بالرسميين والعسكريين في صف واحد، وكان لافتا عدم فتح الباب الشمالي للجامع واضرار سيارة الإسعاف التي تحمل الجنازة للدخول من الباب الجنوبي الشرقي، وتجاوز المصلين قبل أن تصل للمكان المخصص لها، وكان بإمكانها الدخول إليه مباشرة لو تم فتح الباب الشمالي، الذي لا يتم فتحه إلا لرئيس الجمهورية خلال صلاة العيدين، والجنازات الخاصة.
موفد (الوسط) تحدث للعديد من أقارب الشهيد الدركي الراحل، وأكدوا امتعاضهم من طريقة تعامل الدرك الوطني مع هذه الفاجعة، حيث أكدوا أن قيادة الدرك الوطني أرسلت إليهم عدة أشخاص في البداية، وأكدوا لهم أن ابنهم توفي بسبب ارتفاع ضغط الدم، بعد مشاهدته لإصابة زملائه، وتكتموا على السبب الحقيقي لوفاته، وبعد 24 ساعة من ذلك، وانتشار صور الشهيد، ونشر بيان الأمم المتحدة حول الهجوم الذي كان سببا في مقتله، جاءهم قائد أركان الدرك الوطني، رفقة ضباط آخرين، ليعترفوا للأسرة المفجوعة بأن ابنهم توفي في هجوم مسلح، بعد إصابته بطلق ناري، في تناقض مع الرواية الأولى التي قدمها لهم الدرك الوطني، واستغربت الأسرة محاولة التكتم على سبب وفاة ابنهم من قبل قيادته، مؤكدين أنهم مؤمنون مسلمون بقضاء الله وقدره، لكنهم كانوا يربؤون بقيادة الدرك الوطني عن مثل هذه الأساليب من المغالطة.