تسريبات الإذاعة.. كشف للفساد، أم تصفية للحسابات ؟! (خاص)
يبدو أن قضية نشر وكالة الأخبار تقارير تتضمن معلومات مفصلة عن تسيير بعض المؤسسات الرسمية في الدولة تتفاعل، ومن آخر تجلياته إقدام الفنان، والصحفي لمرابط ولد الزين على رفع قضية ضد "الأخبار" بتهمة التشهير به، والإساءة لصورته لدى الجمهور، ويتساءل مراقبون باستغراب عن خلفيات هذه الموجة من التسريبات، ولئن كانت "الأخبار" وسيلة إعلام مستقلة، من مصلحتها نشر أي تسريبات موثقة، وحصرية، ولا يمكن لومها على ذلك، باستثناء ما يقوله البعض من انتقائية، وتوجيه، واستهداف لبعض الأشخاص بعينهم في ما تنشره الأخبار، إلا أن الأسئلة المحيرة تتلخص في التالي:
من سرب هذه الوثائق الرسمية ل"الأخبار"، وما مصلحته الحقيقية في ذلك...؟
صحيح أن الحصول على المعلومات في عصرنا اليوم بات متاحا، وبإمكان من لديه الرغبة أن يحصل على معلومات، حتى لو صــُنفت سرية عبر أكثر من طريقة، إلا أن مصادر خاصة في الوسط الصحفي تحدثت ل(الوسط) أكدت أن ما نشرته الأخبار بخصوص الإذاعة تم عرضه قبل ذلك على مواقع أخرى ورفضت نشره، لأسبابها الخاصة، قبل أن يصل إلى "الأخبار"، وهو ما يـُبقي السؤال واردا عن مصلحة من سرب تلك الوثائق المتعلقة بتسيير مؤسسة رسمية، خاصة وأن هذه المؤسسة تخضع منذ أسابيع للتفتيش، وهو ما يفرض ضرب طوق من السرية على وثائقها المالية، حفاظا على شفافية التفتيش، ومنعا لأي تشويش عليه، أو استغلاله لأغراض خاصة.
الفساد في مكافحة الفساد...!!
بالرغم من انتقاد الكثيرين لتسيير مدير الإذاعة عبد الله ولد حرمة الله لهذا المرفق الحيوي إلا أن البعض اشتم في وضع وثائق مؤسسته في يد موقع إخباري معارض رائحة فساد، ولو باسم مكافحة الفساد، وحسب المعلومات الاستقصائية التي جمعها (الوسط) فإن مصدر هذه الوثائق المتعلقة بالإذاعة، والتي باتت منثورة على المواقع، يكمن في أحد ثلاثة مصادر:
إما أن يكون قد سربها شخص من داخل الإذاعة، أو سربتها مفتشية الدولة، أو سربتها جهات في وزارة الاقتصاد والمالية والخزينة العامة تحديدا، فالحصول على هذه الوثائق بدون "تواطؤ" مع أحدى هذه الجهات يبدو صعبا جدا، وبالنظر إلى التركيز على إبراز أشخاص بعينهم، وتجاهل آخرين يمكن التقاط رأس الخيط الذي قد يوصل إلى مصدر "التسريب" بالاعتماد على قاعدة "من المستفيد" ؟؟ وهي قاعدة ذهبية في هذا المجال.
موقع (الوسط) سيتابع هذا الموضع، في محاولة للإجابة عن السؤال المحوري، ألا وهو: هل تسريبات الإذاعة هذه، ومن قبلها تسريبات "سونيمكس" تدخل ضمن كشف الفساد، ومحاربة المفسدين، أم هي تجل من تجليات الصراع داخل صفوف النظام، وأسلوب لتصفية الحسابات مع الخصوم داخل الأغلبية نفسها..؟.!.
مع التأكيد على أن بحثنا ينصب عن مصدر التسريب، وليس وسيلة نشره، فالصحافة لها كامل الحق في نشر ما يقع بيدها من معلومات، ووثائق تثبتت من صحتها، بعض النظر عن تبعات ذلك النشر على فلان، أو علان.
يتواصل...