موريتانيا: مؤسسات اندثرت، وأخرى ولدت، وتساؤلات عن مصير أخرى
لكل نظام يحكم البلد بصمته التي يتركها بعد انقضاء فترة حكمه، وقد ترك نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز - وهو لما يرحل بعد- بصمات بارزة، ستبقى خالدة في وجدان الشعب الموريتاني، وماثلة في حياة الأجيال، ومادة دسمة للتاريخ، والمؤرخين، فولد عبد العزيز كان أكثر رؤساء موريتانيا حزما، وجرءة، وقدرة على تنفيذ ما يراه مناسبا بغض النظر عن من يعترض.
فقد استطاع الرجل تغيير النشيد الوطني بالكامل، وتغيير العلم الوطني جزئيا، وتغيير العملة الوطنية، وكذلك إلغاء مجلس الشيوخ، ومحوه من الوجود، مع مؤسسات أخرى باتت من التاريخ، واستحداث المجالس الجهوية التي سترى النور خلال أشهر، ومن بين من طالهم سيف الإعدام في زمن ولد عبد العزيز المؤسسة الوطنية لصيانة الطرق "أنير"، وآخر المختفين مجموعةانواكشوط الحضرية، التي ستختفي خلال أشهر، أو حتى أسابيع.
وفي المقابل تدور أسئلة مشروعة عن مستقبل بعض المؤسسات التي استحدثها ولد عبد العزيز، عندما يغادر الرجل السلطة، مثل المجلس الأعلى للشباب، ومنطقة انواذيبو الحرة على سبيل المثال، هل سيلتزم أي نظام يأتي بعد منتصف السنة المقبلة 2019 بالإبقاء على هذه المؤسسات، أم سيحلها، ويعيد الأمر إلى سابق عهده، أو يستحدث هو الآخر مؤسسات جديدة، خاصة وأن الجدل حول جدوائية بعض هذه المؤسسات محتدم اليوم حتى في ظل وجود النظام الذي أنشاها أول مرة.