لعيون: حقيقة معركة "الفرع"، معلومات تنشر لأول مرة (خاص)
على غرار جميع ولايات الوطن، وصلت إلى مدينة لعيون بعثة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية المكلفة بتنصيب الهيئات الحزبية المنبثقة عن عملية الانتساب الأخيرة، وجاءت البعثة الحزبية محملة بتعليمات من اللجنة الوزارية العليا تقضي بالبحث عن التوافق بين المتنافسين داخل الحزب قدر الإمكان، وبالفعل اتفق الحلفان الأساسيان في لعيون على أمور محددة، من بينها منح مدة 20 دقيقة بعد انتهاء الوقت المخصص للتنصيب لحضور المتأخرين، وبعد انقضاء العشرين دقيقة يتم التنصيب بمن حضر، ولا يقبل تصويت المتخلفين، وقد أدت هذه الآلية إلى تقدم الحلف المحسوب على الوزير الأول في بلديتي بنعمان، وانصفني، حيث تم منع ممثلو حلف لعيون لأبنائها المحسوب على الفريق مسقارو ولد سيدي ولد اقويزي، منعهم من التصويت بدعوى التأخر، لكن حلف الوزير الأول بدا مؤمنا ببعض القانون ويكفر ببعض، وأصر هذا الحلف على تصويت أشخاص تأخروا عن فترة الـ20 دقيقة، بل ومنحوا بعد ذلك مدة 13 دقيقة، ومع ذلك تأخروا، وهو ما رفضه الحلف الآخر، معززا بقوة القانون، وأدى هذا الخلاف إلى تعطيل عملية تنصيب فرع لعيون عدة أيام.
إصرار جناح الوزير الأول على تصويت قطاع العركوب، والترقية النسوية رغم مخالفة ذلك للقانون، واتفاق الطرفان أدى إلى تأزيم الوضع أكثر، ومع انقضاء الوقت المخصص للعملية، اقترح الحزب على الطرفين عدة خيارات للخروج من الأزمة، من بينها أن يقدم كل حلف مرشحه للفرع، وسينصب الحزب الأكبر سنا، الحل الثاني أن يتم تنصيب شخص مستقل عن الحلفين، لكن جناح الوزير الأول طالب بتنازل حلف "لعيون لأبنائها" عن رئاسة قسم مقاطعة لعيون، رغم أنه محسوم لصالح هذا الحلف منذ البداية بسيطرته على معظم البلديات، تأزمت الأمور أكثر فأكثر، وفي النهاية قرر الحزب تطبيق القانون وتنصيب هيئاته بولاية الحوض الغربي طبقا للقوانين المعمول بها على المستوى الوطني، وهو القرار الذي أغضب حلف الوزير الأول، وقرر أنصاره مقاطعة العملية برمتها، وإعلان التمرد على الحزب في الولاية، ورفض الاعتراف بالفدرالي، والأقسام، والفروع، ليس فقط في لعيون بل في عموم الولاية، بل وقرر أنصار ولد حدمين الاعتصام أمام مقر اتحادية الحزب في لعيون، في مشهد أحرج الحزب والنظام معا، وقدم مثالا سيئا لباقي الولايات، لكن أساليب هذا الحلف لم تثن الحزب عن تطبيق قانونه، ليتم في النهاية تنصيب فدرالي، ورئيس قسم في لعيون من حلف لعيون لأبنائه المقرب من الفريق مسقارو ولد اقويزي، بعد أن سيطر نفس الحلف على مقاطعة كوبني بأكثرية الأصوات، وبقوة القانون كذلك، بينما تم تنصيب رئيس فرع في لعيون مستقل عن الطرفين، في حين رجع أنصار الوزير الأول بخفي حنين، ولم يحصلوا على أي منصب حزبي في الحوض الغربي بعد قرارهم مقاطعة الحزب والتمرد عليه.
وكان جناح الوزير الأول قد استثمر كثيرا في معركة فرع لعيون - كما باتت تـُسمى-، وضغط على مجموعة من سكان المدينة عبر أسرة أهل غده، التي تمد أحد أبناء هذه المجموعة بالمواد التي يتاجر بها، وقد خلف تدخل أطراف سياسية تريد فرض واقع سياسي في لعيون بكل الوسائل، خلف حزازات بين سكان المدينة، الذين ظلوا على مر العصور متآخين، رغم خلافاتهم السياسية، ولم تصل التجاذبات السياسية في لعيون يوما حد التهديد بضرب السلم الأهلي، والاعتصام أمام مقر الحزب الحاكم.
