ولد عبد العزيز يضع أصبعه على الجرح أخيرا، ويعيد الانسجام لأغلبيته (خاص)
شكلت إقالة الوزير الأول الأسبق المهندس يحي ولد حدمين أبرز مطلب لدى الأغلبية من أجل إعادة الانسجام إلى صفوف داعمي الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعد فترة من التشرذم، والصراع الداخلي عاشتها أغلبية الرئيس منذ تعيين ولد حدمين وزيرا أول، ولئن كان ولد عبد العزيز قد منح منصبا مـُستحدثا لحفظ ماء الوجب لولد حدمين، إلا أن ما يهم الطبقة السياسية هو إبعاد الرجل عن واجهة العمل الحكومي، لترتيب بيت الأغلبية في أفق الانتخابات الرئاسية الحاسمة بعد أشهر، وإعادة الانسجام بين الجهازين: السياسي، والحكومي للنظام الحاكم.
وفي المقابل، جاء اختيار محمد سالم ولد البشير وزيرا أول خلفا لولد حدمين استجابة لتوقعات الغالبية العظمى من المراقبين، فهذا الاختيار يـُرضي ساكنة الشرق، ويستجيب لتطلعات شريحة اجتماعية كانت تتطلع لتولي هذا المنصب، فضلا عن أن ولد البشير شخص يحظى باحترام الجميع، أو على الأقل ليست لديه عداوات، ولا مشاكل مع أحد، وهو ما يعني أن ولد عبد العزيز وضع يده -أخيرا- على الجرح النازف في أغلبيته، وقرر استئصال الخطر هذه المرة من جذوره، بدل الحلول المؤقتة التي لم تجد نفعا في السابق.