عرض النعمه العسكرين نجاح عسكري، وفشل في التنظيم (كواليس مصورة)
احتضنت مدينة النعمه عاصمة ولاية الحوض الشرقي اليوم الأربعاء 28 نوفمبر 2018 فعاليات العرض العسكري المنظم تخليدا للذكرى 58 لعيد الاستقلال الوطني، ولئن كان العرض تميز بالدقة والانسجام، والتنظيم في جانبه العسكري، وهو ما أثار إعجاب الحاضرينن والمتابعين عبر التلفاز، وأظهر جاهزية عالية للجيش الوطني، والأجهزة الأمنية الوطنية، إلا أن جانب التنظيم شابه الكثير من القصور، وربما التقصير، كانت نتائجه بادية للجميع، وأولهم رئيس الجمهورية محمد محمد ولد عبد العزيز، الذي لم يخف انزعاجه من تواضع المنصة، واهتراء البنية التحتية التي أُنجزت في النعمه لاستضافة هذا الحدث الوطني الكبير.
نقص المقاعد..
من الأخطاء الفادحة التي وقع فيها المنظمون أنهم وزعوا عددا من بطاقات الدعوة يفوق العدد المتاح من المقاعد على المنصة، ما أدى إلى امتلاء المنصة قبل وصول الوزراء، وبعد وصولهم، اضطر أعضاء الحكومة للتزاحم، وكأنهم طلاب الجامعة أمام المطعم الجامعي، كل ينتظر دوره للحصول على مقعد، في مشهد مهين، أثار سخرية الحاضرين، قبل أن يتم استجلاب مقاعد من الخارج ليجلس عليها الوزراء، وبعضهم في الصفوف الخلفية.
عدم تظليل المنصة..
رغم شمس النعمه الحارقة، وعلم المنظمين أن رئيس الجمهورية، وكبار ضيوفه سيجلسون في المنصة نحو ثلاث ساعات على الأقل، إلا أنهم لم يقوموا بتظليلها، بل وضعوا فوقها غطاء رقيقا، بطريقة بدائية للغاية، في حين كان من المفترض أن المنصة الرسمية للعرض تتسم بالرفاهية والفخامة، أو على الأقل بها ما يقي الرئيس، وكبار المسؤولين حر الشمس الحارقة، وقد أدى هذا الوضع إلى انسحاب بعض المدعوين بعد جلوسه ساعة تحت لهيب الشمس، ومن بين المنسحبين رجل الأعمال إسلم ولد الج الدين، وآخرين، بينما ظهر الضجر، والإرهاق على الآخرين، وبعضهم كان يخرج، ثم يعود، وحتى رئيس الجمهورية نفسه كان يجلس في الشمس، مثله مثل بقية المواطنين العاديين.
رداءة البنية التحتية...
رغم الأموال الضخمة التي تم رصدها لتنظيم هذا الحدث الوطني الهام، إلا أن الجهات المدنية المشرفة على إنجاز الأشغال فشلت في إنجاز الحد الأدنى منها، حتى إن ساحة المنصة الرسمية لم يتم تجهيزها، حيث كان الغبار سيد الموقف بفعل عدم تهيئة أرضية المنصة، ومحيطها لهذا الحدث، والطرق التي تم تشييدها كانت رديئة للغاية، وبعضها أنجز خلال 24 ساعة فقط، ويتحدث سكان النعمه عن أن ما أنجز من طرق ستحمله عجلات سيارات العرض العسكري، ولن يبقى لساكنة المدينة بفعل رداءة إنجازه، مقارنة بما تم في انواذيبو، وكيهيدي، وأطار، وهي المدن التي استضافت احتفالات الاستقلال سابقا.
انتهى إذا الحدث الذي حشدت له السلطات كامل قواتها، وسخرت له إمكانياتها، وبانتهاء العرض، والاحتفالات بالنعمه في جو طبعه الأمن، والسكينة، دون أن تسجل أية أحداث تعكر صفو المناسبة يكون النظام قد رفع هذا التحدي، رغم ما أبداه البعض من مخاوف أمنية، أثبت القوات المسلحة، وقوات الأمن أنها لن تشكل عائقا دون تنظيم حدث بهذا الحجم في ولاية حدودية.