أهم الأحداث، والشخصيات في موريتانيا 2018، حصاد العام ح1 (خاص)
بدأت سنة 2018 لملمة أوراقها، وبعد أيام قليلة يـُسدل الستار على عام كان حافلا في موريتانيا بأحداث كبيرة في المجالات السياسية، والاقتصادية، والدبلوماسية، والأمنية..، بعضها ترك بصمته على مستقبل البلد، كما برزت أسماء شخصيات كان لها الحضور الكبير في المشهد، وفرضت نفسها على أجندة الأحداث الوطنية خلال العام المنصرم،.. موقع (الوسط) يحاول تلخيص أهم تلك الأحداث، والشخصيات، ضمن عرضنا لحصاد 2018، في سلسلة تقارير، نبدؤها بتقرير بعنوان:
موريتانيا بين استحقاقين..
على الرغم من كون الانتخابات البرلمانية، والبلدية، والجهوية التي جرت 2018 كانت مقررة منذ خمس سنوات، بحكم الدستور، والقوانين، فهي حدث عادي، إلا أنها في الواقع كانت حدثا استثنائيا، لما حملته هذه الانتخابات من تطورات، وما صاحبها من ظروف، ومعطيات، فهي الانتخابات الأوسع مشاركة في تاريخ البلد، حيث خاض غمارها زهاء 100 حزب سياسي، ولئن كان حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم قد بسط سيطرته على نتائجها، محققا أغلبية ساحقة، إلا أن حضور المعارضة كان نوعيا في البرلمان الحالي، فقد استطاعت شخصيات من صقور المعارضة دخول قبة البرلمان، لعل من أشهرها: بيرام ولد اعبيد، وتوتو بنت خطري، ومحمد ولد مولود، وغيرهم، كما أن أهمية البرلمان المنبثق عن هذه الانتخابات تكمن في كونه أول برلمان بنظام الغرفة الواحدة، ويتمتع بصلاحيات واسعة، أقرتها التعديلات الدستورية المتلاحقة، وهو برلمان يترأسه الصديق الشخصي لرئيس الجمهورية، نائب ازويرات الشيخ ولد بايه، وشهد مكتب رئاسة هذا البرلمان زواجا غير معتاد، انتهى باندماج حزب الوئام المعارض في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، ومنح رئيس الحزب المنحل بإرادته بيجل ولد هميد مقعد النائب الأول لرئيس البرلمان، وهي ترتيبات تشي - مجتمعة- بأن البرلمان الحالي سيلعب دورا حاسما في رسم ملامح المستقبل السياسي للبلد، ولعل هذا ما يؤكده الحضور القوي لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز في الحملة الانتخابية، حيث رمى بثقله في تلك الحملة، وطاف بجميع عواصم الولايات، خاطبا ود المواطنين، ومحذرا من انتخاب المعارضين، ومبديا كل التصميم على حصد أغلبية مريحة في البرلمان، وقد جرت العادة أن ينأى رئيس الجمهورية بنفسه عن التنافس بين الأحزاب في الانتخابات البرلمانية.
عين على الرئاسيات..
طوى الموريتانيون صفحة انتخابات البرلمان الجديد، والمجالس الجهوية الأولى في تاريخ البلاد، وهي مجالس ورثت مجلس الشيوخ، وحلت محله، مع اختلاف الدور، ويكتنف الغموض - حتى الآن- تجربة المجالس الجهوية الوليدةن وسط ضبابية في دورها، وشكوك حول إمكانية تحقيقها لأهدافها، لكن أعين الموريتانيين متجهة نحو انتخابات الرئاسة، وهي انتخابات لا تقل أهمية عن استحقاقات 2018، وبعد تجاوز جدلية المأمورية الثالثة للرئيس ولد عبد العزيز، وحسم خيار عدم ترشحه، لا يزال ظل الرجل يـُخيم على الجميع، معارضة، وموالاة، فالمعارضة لا تكاد تصدق أن ولد عبد العزيز سيترك السلطة طواعية، وتتوجس خيفة من طبخة يعد لها النظام تقصي المعارضة، وتضمن بقاء السلطة بيد النظام، وإن تغير رأسه، والأغلبية من جانبها لا تكاد هي الأخرى تصدق أن الرئيس الذي تعلقت به، وبنت أحلامها عليه سيغادر الحكم، بمجرد إكماله عامه العاشر، ومعظم أنصار النظام يساورهم شك في إمكانية قدرة الرجل على العودة للرئاسة، بعد أن تحل له برئاسة رئيس غيره، إذ لم يتمكن أي رئيس موريتاني سابقا من العودة للسلطة بعد أن تركها، أو تركته، فهل سيفعلها ولد عبد العزيز ؟؟.
وفي ظل كل هذه المعطيات، والأحداث، تبقى تطلعات الموريتانيين، وآمالهم معلقة بين انتخابات خلت 2018ن لها ما لها، وعليها ما عليها، وانتخابات رئاسية وشيكة، يجمع الكل على أن ما قبلها لن يكون كما بعدها، فالموريتانيون سيجدون أنفسهم بعد منتصف العام المقبل تحت رئاسة شخص غير الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وهذا التغيير لا يمكن التقليل من أهميته، بغض النظر عن هوية ذلك الرئيس المنشود، أو ظروف وصوله للسلطة.
في الحلقة القادمة نتوقف عند أهم الأحداث التي عرفتها موريتانيا سنة 2018، باستثناء الانتخابات، وكيف أثرت تلك الأحداث في حاضر، وربما مستقبل البلد.. انتظرونا.