مبادرة اترارزه.. قفزة في المجهول، أم تحرك مدروس ؟!
سباحة عكس التيار، أم تنفيذ لمخطط بديل، أم هو بحث عن بداية خيط يوصل لتحديد معالم المرحلة السياسية المقبلة في موريتانيا...؟؟.
احتضن قصر المؤتمرات القديم بانواكشوط مساء اليوم تجمعا جماهيرايا حاشدا نظمه بعض أطر، ووجهاء ولاية اترارزه دعما لترشح الرئيس محمد ولد عبد العزيز لمأمورية ثالثة، رغم تصريح الرجل أكثر من مرة بعدم نيته الترشح، مبادرة ولاية اترارزه - كما يحلو لأصحابها تسميتها- لم تكن محل إجماع بين أطر الولاية، فبعضهم قاطعها، وفضل عدم الحضور، في حين ذهب بعض اترارزيين أكثر من ذلك عندما انتقد علنا هذا التحرك، ودعا لمنعه، كما فعل نائب مقاطعة واد الناقه، في حين اعتبر البعض أن هذه المبادرة لا تعدو كونها محاولة لسحب البساط من تحت بعض أطر اترارزه، ووإظهار وجوه أخرى، ضمن الصراع الأزلي بين أطر الولاية على حجز مكان متقدم لدى النظام.
معظم الوجوه التي تقف خلف هذه المبادرة توارت عن الأنظار، ودفعت بشخصيات من الصف الثالث للواجهة، ربما لعلم هذه الشخصيات بأنها تقوم بفعل مخالف للدستور، وللمعلن من تصريحات رئيس الجمهورية، مع أنه لا يتصور عاقل أن يفكر هؤلاء القوم في خطوة من هذا القبيل بدون إيعاز واضح الدلالة من الرئيس، فخطوة كهذه تحمل من الدلالة السياسية ما يجعلها أكبر من هؤلاء، ورغم قدرة القوم الفائقة على التقاط الإشارات الموصلة إلى مراد الحاكم - أي حاكم-، إلا أن تلك التجربة في دعم الأنظمة، لا يساويها إلا الحرص على عدم التسرع في أخذ موقف غير محسوب، فمن الولاء ما قتل.
استطاع منظمو هذه المبادرة جمع المئات من عموم أهل اترارزه، لكن الملاحظة البارزة تمثلت في كون معظم الحاضرين من عامة الناس، بينما غاب معظم أطر الولاية المترامية الأطراف، والأولى وطنيا من حيث أعداد الناخبين، كما لوحظ أن السواد الأعظم من مقاطعة واحدة هي المذرذره، وبغض النظر عن هذه التفاصيل الجزئية، إلا أن هذا التحرك أشعل شرارة سباق وطني، يمكن تسميته بماراثون الولايات للدعوة لمأمورية ثالثة، حراك يتزامن مع الحديث عن سفر الرئيس خارج العاصمة لقضاء إجازته السنوية، ما يزيد من ضبابية خلفيات هذا الحراك المفاجئ، وتداعياته، فهل سيكون مقدمة لتغيير موقف الرئيس ولد عبد العزيز من الترشح، أم أنه يبقى مجرد تعبير عن رأي مواطنين يرون أن لديهم رئيسا أنجز الكثير لوطنه، ولا يرون له بديلا، بغض النظر عن العوائق الدستورية لترشحه.؟؟!.