نقيب الأطباء الموريتانيين يطالب بإنشاء هيئة للتفتيش والرقابة للأدوية، والمواد الغذائية (مقابلة)
ضيفنا هو د/ محمد الامين ولد أكباد، أخصائي طب أطفال، ونقيب أطباء موريتانيا، ومسؤول قسم الأطفال في الحالات المستعجلة، بالمستشفى الوطني سابقا.
حاورنا ضيفنا الكريم حول موضوع: الأطعمة الملوثة، والتسمم الغذائي...
(الوسط): ما تعريف التسمم الغذائي؟
(د. محمد الامين): أولا أشكر موقع الوسط الإخباري، وجريدة الاتحاد على هذه الفرصة، وهذه المقابلة تصب في إطار عملنا في التثقيف الصحي، لأن أصل الطب ليس العلاج، بل الوقاية... التسمم الغذائي: هو تعرض جسم الإنسان، أو كائنات أخرى لمواد سامة، قد تكون ناجمة عن فيروس، أو مكروب، وينجم عن التسمم الغذائي حالات مرضية، من خفيفة، إلى متوسطة، إلى خطيرة، ومميتة، والتسمم أخطر عند الأطفال، وكبار السن، والنساء الحوامل.
(الوسط): ما مدى خطورة أطعمة الشوارع، خصوصا في ظل انتشار المطاعم، وتزايد الإقبال عليها ؟
لذلك فهي غالبا غير صحية. (د. محمد الامين): أطعمة الشوارع خطيرة جدا، لأنها تحضرعادة، وتباع في الهواء، وتتعرض للتلوث البيئي، ويتم طبخها بطريقة لا تراعي المعايير الصحية اللازمة، كما يتم عرضها، وبيعها في الغبار...
(الوسط): ما أعراض التسمم الغذائي؟
(د. محمد الامين): تختلف أعراض التسمم الغذائي حسب نوع الجرثوم، أو الطفيلي، وحسب الكمية التي يتناولها الشخص من الطعام المتسمم، وتتفاوت مدة أعراض التسمم الغذائي من نصف ساعة إلى ساعات، أو أيام، وتبدأ الأعراض بمغص بطني حاد، وتقيؤات، والتهابات، وصداع، وآلام في العضلات، طفح جلدي، احمرار في العينين، وقد تنتج عن التسمم الغذائي أمراض أكثر خطورة مثل الكبد، والطحال، وأمراض الكلى.
(الوسط): من خلال طريقة الطبخ السائدة في المطاعم سريعة الوجبات يكمن الخطر بحسب الأستاذ د/ سمير عبد الحميد من جامعة الإسكندرية حيث قال إن درجة الحرارة العالية والاستخدام المتكرر للزيوت كل هذا يجعل من المواد الغذائية تفقد قيمتها الغذائية، وتتحول بفعل الأكسدة إلى قنبلة موقوتة.. ما رأيكم في هذا الكلام؟
(د. محمد الامين): هذا صحيح ..فطريقة الطبخ مهمة جدا للغذاء، فالحرارة اللازمة لابد منها، لأنها تقتل الجراثيم، فالنار هي تعقيم حراري، وأكل اللحوم النيئة خطير على الصحة، بعكس ما هو سائد في مجتمعنا، كما أن استعمال الزيت المقلي أكثر من مرة قد يؤدي للإصابة بالسرطان، وللأسف فإن بعض أصحاب المطاعم يفعلون ذلك.. أحيانا بسبب الجشع، وأحيانا لجهلهم بخطورة ذلك.
(الوسط): كيف تتم الوقاية من التسمم الغذائي؟
(د محمد الامين): هناك إجراءات فردية، وعمومية، فالأفراد مطالبون بنظافة المطبخ، والأغذية عند جلبها، وفصل بعضها عن بعض، وحفظ ما يحتاج الحفظ في الثلاجة، بعيدا عن الحشرات، والمواد السامة، وللأسف فأسواقنا لا تتوفر فيها هذه المعايير، كما أن من يحملون الطعام، أو يبيعونه يجب أن يكونوا خالين من الأمراض المعدية، ويتبغي العناية بصحة الفم، وغسل اليدين بعد الحمام.
وبالنسبة للسلطات فهي مطالبة باستحداث جهاز للرقابة والتفتيش لسلامة الأغذية، والأدوية، يضم خبراء بيطريين، وأطباء، وخبراء تغذية، فنحن بحاجة لمثل هذه الهيئة، وينبغي أيضا إنشاء جهاز لتحديد الأطعمة السامة، التي قد تتسبب في حالات وفيات، أو أضرار، لأن ذلك تترتب عليه حقوق للمواطنين.
كما أن على الصحفيين المشاركة في التحسيس، والتثقيف الصحي، فالبرامج التلفزيونية الصحية دائما تركز على تشخيص المرض، وأعراضه، بينما المهم هو طرق الوقاية، وسبل العلاج، فما يهم المواطن هو كيف لا يمرض، وإذا مرض ماذا يفعل؟ فالإجراءات الاستباقية مهمة في الصحة.
( الوسط):ما مدى خطورة وباء "إيبولا" ؟ وهل نحن بمنأنأ عنه؟
(د. محمد الامين): وباء "إيبولا" هو فيروس خارج الجسم يكون ضعيفا جدا، لا يصمد 30 دقيقة، لكنه داخل الجسم يكون قويا وخطيرا، وأنصح المواطنين بالابتعاد عن أي شخص تظهر عليه أعراض الحما، أو النزيف، وعزله، حتى يتم تشخيص حالته.
(الوسط): هل لديكم أرقام محددة عن معدلات الإصابة بالتسمم الغذائي، وما إن كانت في ارتفاع، أو تناقص ؟
(د محمد الامين): ليست لدينا أرقام معينة بعدد حالات التسمم، وذلك لغياب إدارة متخصصة في هذا الموضوع، ولكن نعتقد أن حالات التسمم التي نستقبلها يوميا تراجعت، وقد يكون السبب هو تعدد الوجهات الصحية، إلى مستشفى الصداقة، أو زايد، أو غيرهما، ونحن في قسم الأطفال نحتجز يوميا ما بين 5 إلى 6 حالات تسمم.
(الوسط): كلمة أخيرة عن الموضوع
(د. محمد الامين): الطعام ضرورة لابد منها للحياة، ولكن أنصح المواطنين بمراعاة إجراءات السلامة الغذائية، خصوصا للأطفال، والتقليل من استعمال المواد المعلبة، التي تأخذ وقتا في الباخرة، ووقتا في البقالة، وقد يتم التلاعب بتواريخ صلاحياتها، ومراعاة الفصل الزمني، وتحضير الوجبات المناسبة، وأجدد مطالبة الصحفيين بالمشاركة في التثقيف الصحي.
في نهاية هذه المقابلة نشكركم دكتور محمد الامين ولد أكباد، كما نتوجه بجزيل الشكر للإدارة العامة للمستشفى الوطني، ممثلة في المدير العام لبروفسير عبد الله ولد سيد عالي على تسهيل إجراء هذه المقابلة.
أجرى المقابلة: سعدبوه ولد الشيخ محمد، وأحمد زيدان ولد بوب جدو