شخصيات تصدرت المشهد لعشر سنوات، ثم اختفت، أو غـُيبت، أو عـُينت(صور خاصة+معلومات)
منهم من حجز مكانه في صدارة النظام الجديد، ومنهم من ينتظر، ومنهم من غاب عن المشهد بشكل كامل، وبدا أنه "تقاعد" سياسيا وإداريا.. في هذا العنصر الخاص بموقع (الوسط) نتوقف بالصور مع بعض الشخصيات التي صنعت واجهة الفعل السياسي والحكومي خلال عشرية الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، مع التعليق على ظروف ووضع كل شخصية.
الأستاذ سيدي محمد ولد محم،
كان من بين أبرز الفاعلين في التمكين لنظام الرئيس ولد عبد العزيز، حتى عندما كان الشك يحوم حول مستقبل هذا النظام، سواء بعيد الانقلاب على الرئيس المرحوم سيدي محمد الشيخ عبد الله، أو خلال موجات احتجاجات المعارضة التي سبقت ولحقت إصابة الرئيس ولد عبد العزيز ب"رصاصة اطويلة"، حيث ظل ولد محم لسان النظام الفصيح، وحجته البليغة، وذراعه السياسية الضاربة، قبل أن يستقيل بشكل مفاجئ من منصبه كوزير للثقافة، وناطقا باسم الحكومة قبل أسابيع قليلة من نهاية مأمورية ولد عبد العزيز، وفضلا عن ذلك، تولى ولد محم رئاسة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، في مرحلة سياسية دقيقة، ولعب دورا بارزا في موضوع الحوار مع المعارضة، السري منه والعلني، واليوم يوجد الأستاذ ولد محم على هامش المشهد السياسي والإداري، ولا يشغل أي منصب حكومي أو سياسي، وإن جاهر مبكرا بدعم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ودافع عنه بقوة.
المهندس يحي ولد حدمين..
من أبرز رجالات عشرية ولد عبد العزيز، وزاوج بين الحضور الإداري القوي، والحضور السياسي المحلي بمقاطعة جكني، فضلا عن موقعه المتقدم في قيادة الحزب الحاكم، شغل ولد حدمين منصب أهم وزارة راهن عليها ولد عبد العزيز فور وصوله السلطة (التجهيز والنقل) خلال النصف الأول من العشرية، وأدار ميزانيات ضخمة، وشهدت فترة توزيره تشييد معظم البنية التحتية التي فاخر بها ولد عبد العزيز، واعتبرها قاطرة إنجازاته (طـُرق، مطارات، خاصة مطار أم التونسي، موانئ،إلخ)، قبل أن تتم ترقيته يوم 20 من شهر أغشت2014 ليصبح ويرا أول، سيكون لاحقا من أكثر من قادوا الحكومة إثارة للجدل، وشهدت فترته في مقر رئاسة الحكومة العديد من الصراعات الداخلية بين أطراف النظام، وبرزت محاور متعددة داخل جسم النظام الواحد، وتمت تغذية هذا المشهد، وهو ما أضعف النظام - برأي المراقبين- أقيل ولد حدمين يوم 29 اكتوبر 2018 بعد أربع سنوات وتسعة أيام بالضبط أمضاها قائدا لدفة العمل الحكومي، ليدخله الرئيس ولد عبد العزيز القصر الرئاسي بمنصب مـُستحدث خصيصا له ذي مكانة ابروتوكولية عالية، واليوم يتوارى ولد حدمين عن الأنظار، ولا يسجل له حضور يذكر خارج صفحات تقرير اللجنة البرلمانية، ومحاضر شرطة الجرائم الاقتصادية، وإن كان مراقبون يتوقعون عدم توجيه الاتهام رسميا لولد حدمين في هذا الملف.
المختار ولد اجاي..
لم يكن ولد اجاي وزيرا أول، ولا رئيسا للحزب الحاكم، ومع ذلك لا يمكن لأي ناظر موضوعي في طاقم عشرية ولد عبد العزيز إلا أن يحجز لولد اجاي مكانا في صدارة الفعل والتأثير في تلك العشرية، فقد كان الرجل "خازن" نظام ولد عبد العزيز، مـُحصلا للضرائب أولا، ثم وزيرا للمالية، فوزيرا لوزارتين (الشؤون الاقتصادية، والمالية) ولم يكتف ولد اجاي بالدور الإداري البارز، بل سجل حضورا سياسيا قويا بمقاطعة مكطع لحجار، حتى اعتـُبر سياسيها الأول بلا منازع، بعد أن هزم خصومه، واستقطب أو فكك منافسيه السياسيين، وحقق للنظام مكاسب انتخابية مهمة في تلك المقاطعة، واليوم يعتبر ولد اجاي من بين الشخصيات التي احتفظ بها الرئيس ولد الشيخ الغزواني مديرا لأكبر شركة وطنية للصناعة والمناجم، ويحاول ولد اجاي -جاهدا- الاحتفاظ بحضوره السياسي بالزخم ذاته، وإن كان البعض يشكك في إمكانية ذلك، قياسا على أن معظم الشخصيات تفقد تأثيرها بمجرد انتهاء النظام الذي منحها الامتيازات التي أهلتها للحصول على ذلك التأثير.
محسن ولد الحاج..
قد لا يكون محسن ولد الحاج بحجم سابقيه من حيث الامتداد السياسي، لكن الرجل امتلك مستوى كبيرا من التأثير في النظام خلال النصف الأول من العشرية، وترأس الغرفة الأولى في البرلمان الموريتاني، وتمتع بعلاقات شخصية قوية مع الرئيس ولد عبد العزيز ضمنت له نفوذا داخل الدوائر الإدارية، قبل ان يختفي من المشهد فجأة بشكل كامل، وفي ظروف يشوبها الغموض، ليقوم رئيسه وصديقه بتسوية مكتبه بالجرافات، وإلغاء مجلس الشيوخ من الدستور عبر استفتاء مثير هو الآخر للجدل، واليوم لا يسجل أي حضور لمحسن ولد الحاج في دعم نظام الرئيس ولد الشيخ الغزواني أو معارضته، وغاب ولد الحاج عن الحراك الذي قام به زملاؤه في الشيوخ للوقوف في وجه إلغاء المجلس.
د/ إسلك أحمد إزيد بيه..
سطع نجم الأستاذ الجامعي في مرحلة مبكرة من عشرية ولد عبد العزيز، وكانت جامعة انواكشوط شاهدة على بدايات نفوذ الرجل، فمن مكتبه في رئاسة الجامعة كان يسدي للنظام خدمات يرى مراقبون أنها لا تقدر بثمن، أهلته ليكون مديرا لديوان رئيس الجمهورية لسنوات، ومستودع أسراره، ورغم أن ولد أحمد إزيد بيه لا يحظى بشعبية - بالمفهوم السياسي- بل إنه أقرب إلى "التكنوقراطي"، إلا أن ولد عبد العزيز دفع به لرئاسة الحزب الحاكم، وهو ما أثار امتعاض قيادات سياسية، واتسمت فترة رئاسته له بجدل وخلافات داخل صفوف قيادات الحزب، لكن ولد عبد العزيز احتفظ به بعد تنحيته عن قيادة الذراع السياسية للنظام، وعينه وزيرا لعدة وزارات، بينها التجهيز والنقل - وهي وزارة لها قيمتها لدى النظام كما أسلفنا-، واليوم يـُعد ولد أحمد إزيد بيه - تقريبا- الوحيد من بين رجالات العشرية الذي لا يزال متمسكا بدعم ولد عبد العزيز علنا، ويدافع عنه بقوة، رغم تخفيفه من حدة الاندفاع في ذلك الاتجاه، بعد لقاء جمعه برئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، ويظل ولد أحمد إزيد بيه -كما هو حال ولد محم- طامحا لدور سياسي وإداري مستقبلي.
ملاحظة: الصور من أرشيف موقع الوسط.