كواليس مثيرة من أول مؤتمر صحفي للحكومة الجديدة(صور)
مدراء وزارة الاتصال والعلاقات مع البرلمان سابقا حضروا مبكرا لقاعة المؤتمر على غير العادة، وكان الترقب المشوب بالحذر باديا على وجوه الجميع، وتردد سؤال واحد أكثر من مرة وهو "ماذا سمعتم عن نتائج اجتماع مجلس الوزراء" فالمدراء وجدوا أنفسهم فجأة في حكم المقالين بعد حل وزارتهم. لم يكن المؤتمر الصحفي للحكومة اليوم الخميس عاديا، فهو أول مؤتمر بعد تغيير الوزير، والوزارة كذلك، وإضافة كلمة "النطق باسم الحكومة"
وفجأة دخل الوزراء الثلاثة، لكن الأنظار كلها كانت متجهة فقط نحو الوزير الجديد إزيد بيه ولد محمد محمود، الذي لم يخيب ظن الحاضرين فقد شد الانتباه فعلا من خلال:
أولا: بطريقته الجديدة في التقديم، حيث بدأ بالتاريخ الهجري، قبل التاريخ الميلادي، وهي سنة كانت مفقودة في من سبقوه.
ثانيا: بطريقته التربوية في التقديم، حيث بدا كما لو كان مدرسا في فصل دراسي، يشرح لتلامذته الصغار، وقد حرص ولد إزيد بيه على القول مخاطبا الصحافة: " هل فهمتم جيدا ؟" فرد عليه صحفي بالقول: " نعم يا سيدي!"
ثالثا: كانت ذروة الإثارة والمفاجأة عندما رفض الوزير الجديد الناطق باسم الحكومة الحديث باللغة الفرنسية، مخاطبا من طالبوه بالرد بالفرنسية على سؤال طرح بنفس اللغة: "الصحفي له الحق في طرح سؤاله باللغة التي يريد.. وأنا لي الحديث فقط بلغة دستوري" فرد عليه الحضور بموجة تصفيق حار.
رابعا: ذكر الوزير الجديد لاسم الوزير الأول، وهي أيضا سنة جديدة تماما، فقد دأب أسلافه على القول:" اجتمع مجلس الوزراء اليوم... تحت رئاسة رئس الجمهورية السيد ..." لكن إزيد بيه أضاف جملة: والحكومة يرأسها السيد معالي الوزير الأول يحي ولد حدمين.
خامسا: عرض الوزير ولد محمد محمود بزملائه الوزراء ربما من حيث لا يشعر، عندما خاطب صحفيا بالقول:"أنا لست من الوزراء الذين يتم إحراجهم".
هذه التصرفات، والجمل أصابت الوزيرين ولد التاه، وولد امبارك بموجة من الضحك، لم يستطيعا إخفاءها أمام عدسات المصورين.