الناطق باسم الحكومة يقدم درسا من الشيخ خليل (كواليس)
لم يخل المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحكومة اليوم من بعض الفقرات، والكواليس المثيرة،جمعناها لكم فيما يلي:
أولا: استشهاد وزير العلاقات مع البرلمان الناطق باسم الحكومة بالشيخ خليل في رده على أحد الصحفيين، مذكرا إياه بأن خليل ذكر أن المشارك في المهنة لا تقبل شهادته في زميله" ولا عالم لمثله" كما حرص الناطق باسم الحكومة على استحضار الأسلوب القرآني في رده على موفد (الوسط) بقوله منبها رئيس حزب تواصل – دون أن يسميه- :" ومن يتولهم من السياسيين فإنه منهم" بخصوص حور مؤتمر حركة " أفلام".
كما لم تغب الأمثال العربية الفصيحة، والشعبية، ومقولات العقاد في اللغة، ورأي المؤرخين، لم يغب كل ذلك عن مؤتمر السيد الناطق باسم الحكومة، الذي رفض الحديث بالحسانية، مؤكدا أنه ناطق باسم الحكومة، وسيستخدم اللغة الفصحى النقية، ومن لا يعجبه ذلك عليه أن يحسن مستواه في لغة الضاد، بدل انتقاده هو.
ثانيا:كان لافتا وصف أحد الصحفيين لمديرين في وزارة الاتصال سابقا ب"المجرمين" وهم جلوس ينظرون !! في القاعة نفسها، وطالب الصحفي الوزير بالتخلص منهم، وأضاف الصحفي أنه عسكري سابق، وكان بإمكانه اختطاف هؤلاء المديرين لكنه لم يفعل – كما قال- كما نصح الصحفي الوزير بتهذيب لغته قليلا، وتقريبها من العامة.
ثالثا: انزعج الناطق باسم الحكومة من تدخلات الصحفيين، ومقاطعتهم له، ولزملائهم أثناء طرح الأسئلة، مطالبا باحترام الصحفيين على الأقل، إذا كان احترام الوزراء غير ممكن، ونظر الناطق باسم الحكومة لأحد المديرين الذي تلقى مكالمة ورد عليها أثناء المؤتمر، وحدق فيه مطولا، ووجهه لا يخفي الغضب، لكنه لم يقل شيئا بحق المدير " سيئ الخلق".
رابعا: رفض وزير الصيد الناني ولد اشروقه الرد باللغة الفرنسية على سؤال طرح عليه باللغة نفسها، رغم رداءة عربيته، الممزوجة بالحسانية، مع أغلاط كثيرة، صححها له الصحفيون.
وفي نهاية مؤتمر اليوم تملكني شعور بأن الوزير الناطق باسم الحكومة ربما سيقوم بطرد أحد الصحفيين من القاعة حتى يحضر وكيله، تماما كما يفعل المعلم، فلم يبق للسيد الوزير من أساليب المعلم إلا هذا، ويبدو مؤتمره درسا في اللغة، والتاريخ، والأدب، أكثر منه مؤتمرا صحفيا لناطق باسم حكومة.