موريتانيا: غياب الرئيس، وغياب المعارضة !
يلاحظ المراقبون للساحة السياسية في موريتانيا غياب أي بيان رسمي، أو تصريح من المعارضة بخصوص "اختفاء " رئيس الجمهورية هذه الأيام، ورغم أن المعارضة تحرص عادة على تسجيل موقف من أي حدث، أو تطور مهما كان، وكلنا نذكر موجة البيانات المتزامنة التي أمطرت بها أحزاب معارضة وسائل الإعلام بخصوص قرية تيفريت، أو ما بات يعرف ب " بيانات القمامة" وما موضوع تغيير عطلة نهاية الأسبوع عنا ببعيد، فما الذي يجعل المعارضة تحجم هذه المرة عن التعليق على غياب ولد عبد العزيز، وهي التي كانت تملأ الدنيا ضجيجا كلما تغيب؟!
تغيب الرئيس إذا عن صلاة العيد، وتم تعطيل اجتماع مجلس الوزراء أسبوعين متتاليين، ولم يصدر أي بيان أو تصريح من المعارضة، ولعل ذلك يعود لأسباب أبرزها: أن المعارضة أخذت العبرة من الماضي، عندما أكد زعماؤها بكل الطرق أن الرئيس لن يعود من مستشفى " بيرسي" قادرا على الحكم، قبل أن يعود الرجل حيا يرزق، واقفا على قدميه، وملوحا بيده من سيارته المكشوفة ذات مساء مشهود في انواكشوط.
وهو ما جعل زعماء المعارضة يقعون في حرج كبير، حتى أقبل بعضهم على بعض يتلاومون، بخصوص من زودهم بمعلومات مغلوطة عن صحة الرئيس، كما أن قدرة ولد عبد العزيز على خلق عنصر المفاجأة دائما صعبت من مهمة التكهن بحالته الصحية، أو توقع الخطوة الموالية منه، بل وحتى معرفة أين يقيم، وهو ما يجعل المعارضة تتريث، وتفضل الانتظار حتى لا تصدر تقييما سرعانما يفنده الرئيس.
لهذه الاعتبارات فضلت المعارضة تجاهل موضوع غياب الرئيس، رغم اهتمام الشارع به، واكتفت بعض أحزابها بتحريك الماكنة الإعلامية التابعة لها لتوظيف هذا الغياب لتحقيق أكبر عائد سياسي، في ظل غياب لأي موقف، أو تصريح من أغلبية الرئيس حول الموضوع، والثابت برأي البعض أن ولد عبد العزيز نجح في حشر معارضيه في زاوية ردة الفعل، وانتظار ما يقرره هو ليتخذوا مواقفهم بناء عليه، وإلا وقعوا في تسرع، وأخطاء لا تغتفر.