رجلان، وامرأتان كان لهم الدور الأكبر في اللقاء التشاوري (أسمـاء)
على مدى أسبوع كامل شهدت أروقة قصر المؤتمرات بانواكشوط مشاورات مكثفة، وأحاديث علنية، وجانبية، وتحضيرات حثيثة، ومواقف مختلفة، حراك سياسي قد يبدو للوهلة الأولى عفويا، لكن المتابع لمجرياته يلاحظ أن جهودا مـُضنية بـُذلت، وإجراءات كثيرة اتـُخذت لإنضاج هذا التشاور، وإنجاحه، والمفارقة أن الذين ساهموا بشكل أكبر في إنجاح هذه اللقاءات التشاورية ليسوا بالضرورة على المنصة الرسمية، أو أمام عدسات المصورين، بل يعملون باستمرار ك"جنود" في الخفاء، يهمهم أن ينجح التشاور أكثر مما يهتمون بالظهور الإعلامي، أو الحضور الشخصي.
رجال، ونساء،.. مسؤولون كبار، كلهم عملوا ليل نهار من أجل ضبط التشاور، وتنظيم سيره، وإشراك أكبر عدد من المواطنين فيه، ومع أننا لا نريد أن نظلم أحدا، ولا نـُقلل من شأن دوره، إلا أن الشخصيات التالية كان لها الدور الأبرز في إنجاح اللقاء التشاوري الجاري بقصر المؤتمرات:
الوزير الأول يحي ولد حدمين، فالرجل عمل ما في وسعه، وأجرى عشرات المقابلات مع أشخاص من مشارب مختلفة، وأرسل عشرات الوسطاء، وألقى بثقله السياسي، والاجتماعي لضمان أوسع مشاركة في اللقاء التشاوري، وقد أثمرت جهوده مشاركة شخصيات وازنة كان الجميع يعتقد أنها ستقاطع، كما لوحظ دور بارز جدا لطاقم الوزير الأول، وخاصة المديرة المساعدة لديوان الوزير الأول، التي كانت تشرف على أدق تفاصيل الورشات، وتتابع لحظة بلحظة مجريات التشاور، رغم انشغالها بمهام مكتبها.
خيرة بنت الشيخاني... قد يعتقد البعض أن هذه السيدة – التي استقالت من منصبها القيادي في الحزب الحاكم- تهتم فقط بإدارة التلفزة الموريتانية، لكن من تابع مجريات اللقاء التشاوري يلاحظ بوضوح بصمات بنت الشيخاني التي لا تخطؤها عين، بل إن هذه السيدة " الكتومة" نفذت خطة إعلامية أنقذت بها اللقاء التشاوري من التجاهل الإعلامي، وجعلت جلسات قصر المؤتمرات حاضرة في وسائل الإعلام.
الكوري ولد عبد المولى... لعب هذا الرجل أدوارا هامة، ومتعددة، بعضها سياسي، وبعضها إعلامي، وكان ولد عبد المولى يحاول تذليل أي عقبة تعترض سبيل اللقاءات التشاورية، كما لعب دورا بارزا في تسويق التشاور، والحوار كمبدأ أساسي، وظل دائما يراقب بدقة مجريات التشاور، بعين فاحصة، وأذن مــُنصتة.