موريتانيا: النظام يقرر إعادة تأهيل متقاعدي العسكر (حصري)
شهدت الأشهر، والأسابيع الماضية تقاعد العشرات من كبار الضباط العسكريين، من مختلف أسلاك المؤسسة العسكرية، والأمنية، بمن فيهم جنرالات، كانوا في مناصب قيادات أركان، وقد لوحظ مؤخرا سعي من النظام الموريتاني إلى " إعادة تأهيل" هؤلاء بعد التقاعد، ودمجهم من جديد في الوظائف، عبر البوابة المدنية هذه المرة، في تجسيد لمقولة "إن المؤسسة العسكرية لا تتخلى عن أبنائها".
أولى الخطوات في هذا الاتجاه تمثلت في تأسيس شركة للأمن الخاص، استقطبت مئات المتقاعدين من العسكر، وترأسها عسكري متقاعد، ثم جاء ترشيح الحكومة للجنرال المتقاعد جا عمر لرئاسة الاتحادية الوطنية للزراعة، ومنح الجنرال انجاكا جينغ امتيازات مالية بعد تقاعده، وانتخاب العقيد المتقاعد ولاد ولد حيمدون على رأس اتحادية المنمين، بإيعاز من رئيس الجمهورية، وقبل أيام عين مجلس الوزراء العسكري المتقاعد ولد بوموزونه رئيسا لمجلس إدارة الوكالة الموريتانية للأنباء، في ظل أخبار شبه متواترة عن إيعاز رئيس الجمهورية للعسكريين المتقاعدين بتأسيس حزب سياسي، يكون بوابتهم للعمل المدني، في ساحات السياسة، ويسهل على النظام دمجهم في الحياة النشطة من جديد.
وتؤكد كل هذه المعطيات نية النظام الموريتاني في رد الجميل للعسكريين السابقين، وتتواصل سياسة دمج متقاعدي العسكر في مختلف وظائف الدولة بطرق مختلفة، تلك السياسة التي قد تثير " غيرة" المدنيين، الذين تترك منهم أفواج سنويا الوظيفة، ويكون مصيرها الشارع.