انطلاقة قوية لحزب ولد أمين.. (رسائل، ومفاجآت)
تميز حفل الانطلاقة الرسمية لأعمال حزب التحالف الوطني الديمقراطي مساء اليوم بدار الشباب القديمة برسائل عدة، إلى أكثر من طرف، وحمل بعض تلك الرسائل مفاجآت كبيرة بنظر البعض، ولعل أبرز الملاحظات التي تم تسجيلها ما يلي:
قوة الحشد..
مثل الحضور الجماهيري الهاجس الأكبر للحزب الوليد، في أول إطلالة إعلامية، وجماهيرية له، وقد نجح ولد امين، ورفاقه في رفع هذا التحدي، وأمنوا حضورا جماهيريا كبيرا، تعجز عنه أحيانا أحزاب سياسية كبيرة، بل ويعجز عنه المنتدى بمختلف مكوناته، فدار الشباب القديمة امتلأت عن آخرها، وخرج الجميع بانطباع إيجابي عن هذه النقطة.
الغياب، والحضور..
في عالم السياسة يــُقال إن الحضور يعبر عن موقف، لكن الغياب، أو المقاطعة يعتبران أبلغ في التعبير عن الموقف، لذلك كان لافتا حضور معظم – إن لم نقل كل- زعماء المعارضة، بمن فيهم رفاق ولد امين بالأمس القريب في " التكتل" مثل ولد لفظل، فضلا عن الصف الأول من قادة أحزاب المعارضة الأخرى، في حين كان لافتا غياب أحزاب الأغلبية الداعمة للنظام، التي لم يحضر أي من رموزها، ولا قادتها البارزون، في رسالة فهم منها المراقبون أن النظام يصنف حزب التحالف الديمقراطي في خانة المعارضة، حتى قبل أن يبدأ نشاطه السياسي رسميا.
القبيلة، والجهة..
من الملاحظات البارزة خلال حفل انطلاق أعمال حزب التحالف الوطني الديمقراطي أن نسبة كبيرة من جماهيره الحاضرة في القاعة تنتمي قبليا، وجهويا لقبيلة، وجهة موحدتين، وهو ما يطرح تهمة، أو صفة " حزب القبيلة" التي أطلقها البعض على حزب ولد امين، ولا يعني هذا بالمطلق أن شخصيات بارزة من جهات، وقبائل مختلفة لم تضر المهرجان.
رسالة للنظام، وأخرى للمعارضة..
رغم حديث رئيس الحزب د/ يعقوب ولد امين مطولا عن الأوضاع السياسية، والاقتصادية المتردية في البلد، واتهام الحكومة بالفشل في الاستجابة لحاجات المواطنين، إلا أن ولد امين بدا واضحا في انتقاده، أو نقده للمعارضة، حينما طالبها بتغيير خطابها، والبحث عن أسلوب جديد في إدارة الخلافات، وتقديم تنازلات، وبذلك يكون ولد امين قد مسك العصى من الوسط، وهو الموقف الأكثر أمانا في انتظار اتضاح الخيط الأبيض من الخيط الأسود فيما خص الوضع السياسي،وقواعد اللعبة.
الشريعة الإسلامية..
لاحظ المراقبون تركيز الحزب الوليد على مطالبة النظام بتطبيق الشريعة الإسلامية، حتى بدت كلمة القيادي في الحزب ساليمو ولد التقي أشبه بخطبة جمعة منها بمداخلة سياسية، تركيز الحزب على تطبيق شرع الله أحرج قادة حزب تواصل، ذي التوجه الإسلامي، الذي لم يرفع شعار تطبيق الشريعة، على الأقل بهذه الجرأة، وذلك الوضوح، كما فعل حزب التحالف الديمقراطي الجديد، ولا يعرف ما إن كان مطلب تطبيق الشريعة سيشكل بندا ثابتا، ومبدء في سياسة الحزب، أم مجرد مناورة، ولعب على وتر حساس لاستقطاب المنتسبين.