معلومات خاصة عن استقالة ضابط الحرس الوطني (حصري)
تناقلت بعض المصادر الإعلامية مساء اليوم نبأ استقالة ضابط من الحرس الوطني، وبعد التقصي عن حقيقة هذا الموضوع، وأبعاده، حصل (الوسط) على المعطيات المهمة التالية:
أولا: حتى كتابة هذا الخبر 20:55 دقيقة لم تكن الاستقالة رسمية، لأنها لم تصل بعد لقائد أركان الحرس الوطني اللواء مسقارو ولد سيدي، أحرى أن يتم البت فيها.
ثانيا: مبررات الاستقالة – حسبما نشر- غير مقنعة نهائيا، وذلك لأن ترقيات الحرس الوطني هذه السنة شهدت تحسنا ملحوظا، مقارنة بالسنوات الماضية، واستفاد من الترقية العديد من ضباط الحرس الوطني، حسب معايير موضوعية، وهو ما كان محل إشادة من معظم أفراد القطاع.
ثالثا: حاول البعض ربط هذه الاستقالة المزعومة بإدارة اللواء مسقارو، وهو أمر مردود عليه، لسببين، الأول لأن قائد أركان الحرس الوطني لا يحق له تقييم أي فرد من أفراده، وترقيته إلا بعد خدمته معه لستة أشهر على الأقل، ومعلوم أن اللواء مسقارو تم تعيينه بموجب مرسوم من رئيس الجمهورية يوم 1 اكتوبر 2015 ولم يمض على ذلك ستة أشهر بعد، وبالتالي فهو عمليا ليس مسؤولا عن ترقيات هذه السنة، ومع ذلك فإن الواقع يقول إن اختيارات القائد السابق للحرس الوطني اللواء فليكس نكري كانت شفافة، ومنطقية – كما سبق ذكره-.
رابعا: مصارد (الوسط) تؤكد أن الضابط المستقيل مبدئيا – حتى الآن- يتمتع بعلاقات أسرية طيبة مع اللواء مسقارو، وحسب مصادرنا فإن أسرة الضابط تفاجأت من ورود اسمه في المواقع مع خبر الاستقالة.
خامسا: يعتبر الحرس الوطني – كغيره من الأجهزة العسكرية- قطاعا حساسا، أمنيا، وأخباره، وترقياته، وتعييناته تتم عادة وفق إجراءات خاصة، تراعي خصوصيته، وليست مجالا للمواقع، ولا مادة متاحة للصحفيين، فواجب التحفظ يبقى حاضرا.
سادسا: حتى لو قدم أي عنصر عسكري استقالته، وحتى لو قبلها قائد الحرس الوطني اللواء مسقارو، فإن الأمر ليس نهاية الدنيا، ولا هو كارثة وطنية كبيرة، ولا يعتبر خسارة للبلد، ولا يشكل ذلك قطعا سببا في تغير مزاج قائد الحرس الوطني – كما ذكر البعض- فالأمر بسيط للغاية، وتهويله، أو حتى نشره في الإعلام ليس مفهوما، ثم إن من اختار قطاع الجيش، أو الحرس، أو الشرطة، أو الدرك، أو أمن الطرق عليه أن يدرك أن هذه القطاعات لا مجال فيها للحس النقابي، والمطالبات، ذلك لأن المطالب النقابية، والاحتجاج الذي هو أمر مشروع في قطاعات الوظيفة الأخرى يعتبر في عرف القطاعات العسكرية " تمردا " ومعلوم أن التمرد عادة يضر المتمردين فقط.
وأخيرا يستغرب البعض الحديث عن تهميش في قطاع الحرس الوطني مع تولي اللواء مسقارو قيادته، ذلك أن هذا الرجل هو ابن الحرس الوطني، وشكل تعيينه على القطاع انتصارا للحرسيين، وتكريسا لمبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب، واستجابة لمطلب من منتسبي القطاع، قبل أن يكون تكريما لضابط سام خدم وطنه، ولعب أدوارا بطولية حاسمة، ربما لا يعرفها الجميع، لأن الرجل ليس حريصا على نشرها، بعكس خبر الاستقالة.