عاجل/ مقترح عملي لرئيس الجمهورية، ووزيرة الثقافة
خلال مؤتمر صحفي عقدته وزيرة الثقافة والشباب والرياضة السيدة لاله بنت اشريف في مدينة ولاته قالت: إن الهدف من تنظيم مهرجان المدن القديمة هو إنعاش الدورة الاقتصادية لتلك المدن، عبر ضخ عشرات الملايين فيها خلال فترة المهرجان، مما سينعكس إيجابا على الصحة، والتعليم، والطرق، والاتصالات... واستشهدت الوزيرة بمبلغ 40 مليونا تم صرفها، واستفاد منها الولاتيون كتعويض مقابل إقامة ضيوف المهرجان.
كما قدمت قافلة طبية مزودة بجميع المستلزمات الطبية، وأخصائيين إلى ولاته، وقدمت خدماتها طوال أيام المهرجان، وعلى مدى أسبوع كامل تابع الموريتانيون في الداخل، والخارج بثا حيا ومباشرا على التلفزة الموريتانية من ولاته.
إذا كانت المهرجانات الثقافية تعود بكل هذه الفوائد على المدن التي تنظم فيها، فإنني أتقدم بالمقترح الآتي للسيد رئيس الجمهورية،ووزيره، أو وزيرته المستقبلية للثقافة لأن السيدة لاله ذاهبة للبرلمان، والمقترح قد تجد فيه وزيرة الثقافة الحالية إجابة لسؤال يؤرقها، ولم تجد له جوابا محددا في مؤامرها الصحفي في ولاته.
المقترح هو: إنشاء هيئة للمدن الجديدة – حتى لا أقول الحديثة- على غرار هيئة المدن القديمة، وتنظيم مؤتمر ثقافي سنوي في هذه المدن الجديدة، على أن تكون النسخة الأولى في مدينة "الشامي"والنسخة الثانية في مدينة "ترمسه" والنسخة الثالثة في مدينة "انبيكت لحواش" بينما تنظم النسخة الرابعة في "تجمع بورات السكني"
فالمدن الجديدة أربعة، تماما كما هي المدن القديمة: شنقيط، وادان، تيشيت، ولاته، وليس من الإنصاف أن تعتني الدولة بهذه المدن القديمة، وتتجاهل المدن الجديدة التي هي أشد حاجة للخدمات العمومية، والبريق الإعلامي لتعريف الشعب، والعالم بها، بدل المدن القديمة التي يعرفها العالم منذ مئات السنين، ومسجلة لدى "اليونيسكو" كتراث عالمي.
كما أن فخامة رئيس الجمهورية لابد له من لقاءات سنوية ضخمة في شكل مهرجانات، فعل ذلك في مأموريته الأولى عبر مهرجان المدن القديمة، ولابد له من مدن أخرى لتكون عنوانا لتلك اللقاءات السنوية خلال مأموريته الثانية.
فوزيرة الثقافة قالت في ولاته إنها لا تعرف أي مدينة ستحتضن المهرجان السنة المقبلة، وتحدثت عن حواضر مندثرة مثل "كومبي صالح" و "أوداغوست" و "أزوكي" لكن تنظيم مؤتمر في هذه الحواضر يعتبر مستحيلا، إذ لم تعد موجودة على الإطلاق، فالأولى أن تأخذ الوزيرة بهذا المقترح، لتخرج من هذا الإشكال.
قد يقول قائل هذا مقترح غبي، وصاحبه جاهل بالتاريخ، أو لا يعرف معتى الثقافة، لأن المهرجانات الثقافية لابد لها من تراث تقليدي قديم، وإرث حضاري معروف، لكن نرد عليه هذا صحيح لكن ما شاهدناه في مهرجانات المدن القديمة ليس صعبا على المدن الجديدة، فجمع فرق للرقص، وتنظيم سباق للجمال، وآخر في لرماية، وجلب بعض المخطوطات، واستدعاء بعض الشعراء، أو "المتشاعرين" وتكليفهم بنظم قصائد، و"اطلع" تتحدث عن أهمية الوحدة الوطنية، وإنجازات رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وأهمية العناية بالتراث، هذه الأمور ليست صعبة على الشامي، ولا مستحيلة على ترمسه، وهي سهلة على انبيكت لحواش، وفي متناول تجمع بورات.
سعدبوه ولد الشيخ محمد