من يقف خلف الزج بالجيش الوطني في معارك وهمية في هذا التوقيت ؟!
على الرغم من الحرفية، والمهنية التي بات الجيش الموريتاني يتمتع بها، وتركيزه على مهامه الأصلية في الحفاظ على أمن البلد، والدفاع عن حوزة الوطن الترابية، إلا أن البعض لا يزال يزج بالجيش الوطني في معاركه السياسية الوهمية، في بادرة تعكس جهلا، أو تجاهلا للواقع السياسي في البلد.
فمنذ وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز للسلطة بدا واضحا أن الرجل يحظى بدعم الجيش، وقوات الأمن، تماما كما يحظى بدعم المدنيين، وأثبت الجيش في أكثر من اختبار خلال السنوات الأخيرة أنه وفي لمبادئ العسكرية، وملتزم بسياسة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة.
دعم الجيش المطلق للرئيس ولد عبد العزيز لم يأت من فراغ، فقد جعل ولد عبد العزيز من تحسين ظروف الجيش، وتطويره، وتمهينه أولى أولوياته، وأتت هذه السياسة أكلها، حيث بات الجيش الوطني جيشا بمعنى الكلمة، وهو اليوم محل إجماع وطني واسع.
القول إن هذا اللواء، أو ذاك، طالب بإقالة هذا الوزير أو ذاك، هي لعبة قديمة متجددة، ورغم استهلاك هذه "الفرية" إلا أن البعض ما زال يلجأ إليها كلما يئس من ضرب وحدة النظام، وانسجام رجاله من مدنيين، وعسكريين، ولمن يريد معرفة أهداف ترويج هذه الشائعات، ومن يقف وراءها ما عليه سوى مطالعة الأسماء التي قيل إنها مزعجة للجيش، ليكتشف المفارقة أن هذه الأسماء (الوزير الأول، وزير الاقتصاد والمالية، رئيس الحزب الحاكم) هي أبرز الوجوه في النظام، والأجنحة الضاربة التي يرتكز عليها تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وهي كذلك محل ثقته، والتشكيك في كفاءتها، أو زرع الشقاق بينها وكبار الضباط، هو تسفيه لخيارات الرئيس، وتشكيك في قدرته على انتقاء من يصلح لإدارة الشأن العام، وزج للجيش الوطني في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل، والأكيد أن الجيش، ورجالاته، والنظام، ووزراءه، وقادة حزبه ليس لديهم من الفراغ ما يجعلهم يردون على شائعات كهذه، باتت تتناسل يوما بعد يوم، لا يكف مرددوها عن تكرارها، وكأنها هذيان هستيري، ينتمي لعالم التمني، والرغبة، أكثر من عالم التحليل العميق، أو القراءة الموضوعية.