معارضو الاستفتاء يحاولون استفزاز النظام، والسبب..
يبدو أن معارضي التعديلات الدستورية في موريتانيا قرروا عدم الاحتكام إلى صناديق الاقتراع فحسب لإسقاط تلك التعديلات، بل ولم يكتفوا على ما يبدو بالشارع، والتظاهر فيه، وتنظيم المهرجانات، بل لجئوا إلى أساليب يصفها البعض بغير الديمقراطية، ولعل آخرها محاولات الاعتداء على المقر المركزي لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وكذلك مقاطعة، والتشويش على أنشطة ينظمها أنصار النظام.
والخطير في الأمر أن هذه الأساليب تنذر بإدخال العنف إلى السجال السياسي في البلد لأول مرة، وهي مسألة لن تكون في صالح من يقومون بها، فالعنف، ومصادرة آراء الناس لا يحقق مكسبا سياسيا، ثم إن العنف متاح للجميع، وليس فقد لمعارضي النظام، لكن مراقبين يرون أن المعارضة المقاطعة للحوار تسعى للصدام مع السلطات، لإجبار الأخيرة على القيام بحملة اعتقالات في صفوف المعارضين بين يدي الاستفتاء، وهو ما ستسوقه المعارضة على أنه تضييق على الشعب، وبداية لتزوير، وقد يكون تكتيك المعارضة هذا هو الأسلوب "غير التقليدي" الذي تحدث عنه بعض قادتها مؤخرا.