الموريتانيون يفضحون تاريخ، وحاضر السينيغال بعد "عدوانها" الإعلامي ضد موريتانيا (مثير)
تسود حالة من الغضب الشعبي، والرسمي في موريتانيا منذ يوم أمس على خلفية تعمد النظام السينيغالي – ممثلا في الوكالة السينيغالية للأنباء- الإساءة لموريتانيا، وتشويه صورتها، والنيل من مكانتها الدولية، والأهم من ذلك التدخل الصارخ في الشأن الموريتاني الداخلي، عبر الحديث عن قضايا لا يحق لغير الموريتانيين الحديث عنها، أو تقييمها.
وقد عجت المواقع الإلكترونية – حتى تلك المحسوبة على المعارضة-، وصفحات المدونين على فيسبوك بمقالات، وتحليلات، وتدوينات تنتقد بشدة تطاول السينيغال، ومحاولتها لعب دور أكبر من حجمه المجهري الحقيقي، وذهب الرأي العام في هذه المنشورات إلى ضرورة وقف النظام السينيغالي عند حده، فقد طفح الكيل من تصرفاته العدائية تجاه موريتانيا.
ولم تكن الأوساط الرسمية في موريتانيا بعيدة عن مزاج الشعب الغاضب من الرعوعنة السينيغالية، وفي تطبيق لمبدأ الرد بالمثل المتعارف عليه دوليا، نشرت الوكالة الموريتانية للأنباء عنصرا هاما باللغة الفرنسية، كشف الحقائق المرة التي يحاول السينيغاليون التهرب منها، وتطاردهم، باعتبارهم مركزا لممارسة الاتجار بالبشر عبر التاريخ، وتصدير العبيد إلى قارات العالم الأخرى، وهذا ما يجعل السينيغاليين آخر من يحق له الحديث في هذا المجال، ووصفت الوكالة الموريتانية للأنباء بيان المنظمات السينيغالية، الذي سارعت الوكالة السينيغالية الرسمية لنشره والترويج له بأنه "يقطر كراهية وكذبا وتشهيرا وعداء لموريتانيا".
وهذا نص تعليق الوكالة الموريتانية للأنباء:
خطأ أو انحراف متعمد
من المستغرب أن تنشر مؤسسة رسمية مثل وكالة الأنباء السنغالية قصاصة عن بيان لمنظمات غير حكومية، يقطر كراهية وكذبا وتشهيرا، وعداء لموريتانيا.
إن على هذه المنظمات غير الحكومية التي تنتقد موريتانيا ـ على نحو خاطئ ـ أن تركز اهتماماتها على شأن آخر، حيث انتهاك الحريات الصحفية، وقمع مظاهرات المعارضة...
إن التقدم الذي أحرزته موريتانيا في مجالات الديمقراطية، والحريات، وحقوق الإنسان، لا يمكن إنكاره، ويلقى ترحيبا من طرف المؤسسات الدولية، والهيئات المستقلة.
إن الحديث عن العبودية في موريتانيا هو ببساطة إغراق في الماضي الذي تجاوزه الموريتانيون، ومن يمارسون أعمالهم التجارية بموريتانيا يدركون أن لا مكان لذلك.
وعلاوة على ذلك، فإن تاريخ العبودية معروف، لكن من غير المعروف تاريخيا أن موريتانيا كانت مركز ثقل شبه إقليمي لهذا الاتجار بالبشر.
إن الاستشهاد بموريتانيا كدولة عنصرية، وهي الثرية بتنوعها الثقافي هو سوء نية، ينكشف عندما يدرك المرء أن مجتمعنا ملتزم بمبادئ قيم العدالة والمساواة.
ثم إن الحديث عن الأمية في موريتانيا هو سوء فهم لتاريخ هذا البلد المعروف بأنه كان منارة للمعرفة، والنفوذ الثقافي الممتد منذ قرون، وعلماؤه البارزون الذين أسسوا محاظر خير دليل على ذلك، حيث نشروا العلم في مختلف أصقاع إفريقيا.
ثم إنه وحسب علمنا، فإنه لا توجد علاقة بين الأمية ونسبة المواطنين الذين يتحدثون لغة أجنبية.
إن من المهم أن نتذكر في إطار الحكامة الرشيدة، أن المعركة الرئيسية للحكومة الموريتانية منذ عام 2009 كانت ضد النهب والفساد، وقد أسفرت عن نتائج ملموسة بفعل الاستراتيجية المتماسكة لمكافحة الفساد.
إن على هذه المنظمات غير الحكومية أن تعطي الأولوية للحد الأدنى من المصداقية، في حالات الفساد التي تثيرها الصحافة السنغالية المحلية.
إن هذه المنظمات التي تتحدث اليوم باسم المتضررين من محاربة النهب والفساد، لا يمكنها تحريف واقع يعيشه جميع الموريتانيين، يتسم بالتقدم الملحوظ، والمعترف به من طرف المجموعة الدولية، لكنها تفضل تكريس جهودها وأعمال بعثاتها الرئيسية لمجتمعها.
إننا نأمل أن تكون وكالة الأنباء السنغالية قد انحرفت عن القواعد المهنية والأخلاقية عن طريق الخطأ، لا عن طريق العمد.
الوكالة الموريتانية للأنباء