هذا ما على السلطات القيام به لتجاوز أزمة المسيء ولد امخيطير
يجمع كل الموريتانيين على أن الكاتب المسيء ولد امخيطير ارتكب منكرا من القول وزرا، وتطاول على خير البرية، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو طبعا أحب إلينا من أنفسنا، وأهلينا، والناس أجمعين، ولعل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز كان من أوائل من شجب ما أقدم عليه ولد امخطير، في تصريحاته المشهورة أمام القصر الرئاسي، خلال استقباله للآلاف من سكان العاصمة الذين هبوا للدفاع عن النبي الكريم.
إلى هذا الحد تبدو القضية محل إجماع، ومفروغا منها، لكن الخلاف، والاختلاف يبدأ بطريقة التعامل مع هذا الكاتب المسيء، فالقضية باتت بعهدة القضاء، ولا يمكن للدولة أن تتدخل فيها، فحتى رئيس الجمهورية لا يحق له أن يملي على القضاة حكما معينا، يخص أي متهم، بغض النظر عن بشاعة التهمة التي يــُحاكم فيها، وكل ما على السلطات أن تقوم به هو أمران:
الأول توفير الأجواء المناسبة للضاء كي يقول كلمته في هذا الموضوع دون ضغوط، أو إملاءات، واحترتم الحكم الذي سيصدره الضاء بغض النظر عن طبيعته، فعلى السلطة التنفيذية أن تنفذ حكم القضاء حتى لو كان الإعدام.
الأمر الثاني الذي يتوجب على السلطات أن تقوم به هو فرض الأمن، ومنع التخريب، والفوضى، حتى لا تكون نصرة النبي صلى الله عليه وسلم كلام حق يراد به باطل، فليس من النصرة الاعتداء على الممتلكات العامة، والخاصة، وتعكير السكينة، وإشاعة الرعب.