أي شعار سترفعه المعارضة في مسيرتها "المحظورة" بعد تقدم النظام في مجال النصرة ؟
أي شعار سترفعه المعارضة ليكون عنوانا لتظاهرتها غير المرخصة مساء السبت 25 نوفمبر 2017 ؟؟؟، سؤال يطرح نفسه بقوة، في ظل المستجدات السياسية في البلد، وتغير الرهانات، والحسابات في صراع المعارضة ضد النظام، .. معلوم أن مجموعة الثماني أعلنت عن تظاهرة السبت كردة فعل على حكم محكمة انواذيبو بشأن المسيء ولد امخيطير، في محاولة من المعارضة لاقتناص اللحظة، وركوب الموجة، واستغلال مشاعر الشعب في هذا الموضوع لتسديد ضربة ضد النظام، بعد ثلاثة أشهر من السبات العميق، حتى بات بعض المعارضين يتساءلون أين المعارضة..؟ أي أرض ابتلعتها؟.
لكن النظام كان سباقا للاستجابة لتطلعات الشعب، ومتقدما خطوات على معارضيه في ميدان النصرة، حيث صادق مجلس الوزراء على تعديل المادة 306 ليضيف إضافات جوهرية، وجدت هوى في نفوس الشعب، وأشفت الغليل، وهي الإضافات التي لم تكن يوما مطلبا للمعارضة، فلم نشاهد المنتدى، ولا مجموعة الثماني يطالبون بتغيير المادة 306 لتشديد عقوبة المرتد، تحصينا للمجتمع من هذه الآفة الخطيرة الدخيلة، وهو ما أظهر – برأي البعض- أن المعارضة تمارس الانتهازية السياسية في قضية ولد امخيطير، لتحقيق مكاسب سياسية من بوابة المشاعر الدينية للناس، كما أن وضع الحكومة حدا للشائعات، بتأكيدها على وجود المسيء ولد امخيطير في سجن انواذيبو، نزع ورقة مهمة أخرى من يد المعارضة بين يدي مهرجانها المرتقب.
كل هذه التطورات أبطلت مفعول موضوع المسيء ولد امخيطير لدى المعارضة، وجعلت الملف غير قابل للتسويق هذه المرة، وهو ما سيفرض على مجموعة الثماني تغيير شعار تظاهرة السبت المقبل غير المرخصة، لأن الأحداث قد تجاوزتها بشأن ملف المسيء ولد امخيطير، واتضح أن النظام لا يقبل المساومة، ولا المزايدة مع أحد في حماية المقدسات، ولعل هذا ما يعكس ارتباك المعارضة، فهي لم ترحب بمصادقة مجلس الوزراء على تشديد العقوبة على المرتد، وتجاهلت هذه الخطوة التي تفاعل معها الإعلام، والشعب بشكل كبير، فحماية المقدسات عندما تكون بمصادقة من مجلس الوزراء تصبح بلا قيمة لدى المعارضة.!!!.
هل ستلجأ المعارضة إذا إلى موضوع قديم، مستهلك، ألا وهو رفض نتائج الاستفتاء الشعبي الأخير، ليكون عنوانا لتظاهرتها غير المرخصة ؟؟ ، إن هم فعلوا، سيكونون لاعبين في الوقت بدل الضائع، وسيقدمون للشعب خطابا ممجوجا كان قد رفضه في الاستفتاء الأخير بالأغلبية، كما أن الواقعية السياسية تقتضي من المعارضة تطوير خطابها للحاق بالقطار السياسي الذي يسير بوتيرة ثابتة نحو المستقبل، فمن يتحدث عن الاستفتاء الشعبي الأخير مثلا لا يزال خارج دائرة الفعل السياسي المؤثر، فالأنظار باتت تتجه نحو الانتخابات التشريعية المقبلة، وانتخابات المجالس الجهوية، كما أن موريتانيا حاليا تعيش فترة احتفالات وطنية، ودينية (عيد الجيش الوطني، وعيد الاستقلال الوطني، .وعيد المولد النبوي الشريف) وأي انشغال بالتظاهر، والمناكفات السياسية سيكون سباحة عكس التيار.