معركة ولد اجاي وولد ببانه، ما خفي أعظم (أسرار)
عاشت الساحة السياسية خلال الأسابيع الأخيرة على وقع صراع محتدم بين وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي، والنائب في الحزب الحاكم محمد ولد ببانه، ورغم أن الحرب بين الرجلين لم تضع أوزارها رسميا، رغم وساطات مكثفة يقوم بها البعض، إلا أنها خلفت تساؤلات محيرة، عن خلفياتها، ومن يقف وراءها، وأهدافها الحقيقية، فضلا عن السؤال التقليدي في كل معركة.. من المنتصر، ومن المهزوم ؟؟؟.
بدا السجال الحاد بين نائب في الحزب الحاكم، ووزير في الحكومة، بدا غريبا للكثيرين، فهي المرة الأولى التي يتقمص فيها نائب برلماني من الأغلبية دور المعارضة، وينبري لإحراج وزير في حكومته، على نحو أحرج النظام ككل في النهاية، الذي يفترض أن كلا من النائب، والوزير يدافعان عنه، هنأ البعض النائب ولد ببانه على صحوة الضمير هذه بعد أكثر من عقد من السكوت، خاصة وأن القوانين، أو المراسيم التي انتقدها النائب موجودة منذ أكثر من ثلاثين سنة، في حين جزم البعض بأن السيد النائب كان يحصل على امتيازات خاصة من النظام تم قطعها، وهو ما جعله يتذكر الرواتب، والبون الشاسع بينها، بينما ربط البعض المعركة بسعي النائب ولد ببانه للفت الانتباه إليه، والبحث عن موقع في المشهد السياسي، بعد أن تبين له تبخر خيار ترشيحه كنائب عن باركيول، في حين يرى مراقبون آخرون أن الأمر كله يتعلق بحرب بالوكالة مكتملة الأركان، تم استخدام النائب ولد ببانه فيها كـ"مخلب قط" لتصفية حسابات بين جهات في النظام.
من جانبه وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي بدا في موقع المدافع عن نفسه، وعن نظامه، لكنه استغل المناسبة لتلميع صورته، وجعله حديث الجميع، وتصوير نفسه كما لو كان وحده بمثابة جهاز امتصاص الصدمات عن رأس النظام، ولم يخل أداء ولد اجاي خلال هذه المعركة من هفوات، وسقطات، ويستدل على احتمال الحرب بالوكالة برفض رئيس الجمعية الوطنية ولد ابيليل، ونائبه ولد الخرشي ترأس جلسة معركة ولد ببانه وولد اجاي الشهيرة، وترك الرئاسة لنائب تواصل محمد غلام على غير العادة، وهو ما يؤكد أن الأمر مدبر، ولعبت فيه أياد خارج قبة البرلمان لحاجة في نفسها، وهنا يتم تداول عدة أسماء قد تكون لها علاقة بهذا الموضوع، من بينها الوزير الأول يحي ولد حدمين، ورئيس فريق الأغلبية ولد الطنجي الذي يقال إن ولد اجاي بات يضايقه بشركة يديرها مقرب منه من مدينة جونابه، وتتنافس مع شركة لولد الطنجي في تازيازت، ومعلوم أن ولد الطنجي صديق شخصي لولد ببانه.
