حكومة موريتانيا تمنح الشعب حق الصراخ من المعاناة !
عجيب أمر حكومة موريتانيا حاليا.. تمتلك قدرة خارقة على قلب المفاهيم، فحين يتظاهر الشعب احتجاجا في أي بلد من العالم، بسبب نقص الخدمات العمومية، أو تدهور الأمن، أو تفشي البطالة... تسارع الحكومات عادة إلى الاستجابة للشعب، بتسوية مطالبه، وأحيانا تتم إقالة المقصرين من الوزراء، بل وتـُقال الحكومة نفسها في أحيان كثيرة، كما حصل قبل أيام في الأردن، أما في موريتانيا فحين يتظاهر المواطنون أمام رئاسة الجمهورية طلبا لأبجديات الحياة (الماء، الكهرباء) تقول الحكومة إن هذه التظاهرات ظاهرة صحية، وتدل على جو الحريات العامة الذي ينعم به البلد، وهي - أي المظاهرات برأي الحكومة دائما- دليل على ثقة المواطنين في رئيس الجمهورية، وقناعتهم بأنه سيستجيب ويلبي مطالبهم، لذلك توجهوا للقصر الرئاسي..!!!.
منطق مقلوب، تعوزه الدقه، ويفتقد الصواب، وهو منطق يتهرب أصحابه من تحمل مسؤولياتهم، وبدلا من أن تستجيب الحكومة لمعاناة المواطنين، وتقضي على أسبابها، فهي تمن عليهم بأنها تسمح لهم ب"الصراخ" من المعاناة، بدل القضاء على أسبابها، وكأن ذلك في حد ذاته إنجازا !!.
هل سمعتم بوزير موريتاني أقيل بسبب تقصير، أو استقال بسبب صحوة ضمير، هل وزراؤنا كلهم من جنس الملائكة لا يخطؤون ؟؟؟.
اليوم حضرت نحو عشر وقفات احتجاجية أمام رئاسة الجمهوريةن أصحابها من سكان: لعيون، وكيفه، وكنكوصه، وتجكجه، فضلا عن طلاب الجامعة، وعمال المطبعة الوطنية.. والقائمة تطول، ومع ذلك فلا ترى الحكومة المجتمعة حينها بالقصر الذي يتظاهر المواطنون أمامه، لا ترى في الأمر ما يستحق مجرد توقف وزير واد ليقول للمواطنين المحتجين.. ماذا تريدون ؟؟؟.
من صفحة: الأستاذ سعدبوه الشيخ محمد على فيسبوك.
