لعيون:لماذا اكتسح حلف "لعيون لأهلها" المشهد، وما أسباب هزيمة الوزير الأول؟
وأخيرا، تأكد ما كان المراقبون للشأن السياسي بمقاطعة لعيون يتحدثون عنه منذ فترة عن سيطرة حلف "لعيون لأهلها" المحسوب على اللواء مسقارو ولد سيدي قائد أركان الحرس الوطني على معظم بلديات المقاطعة، حيث كشفت عملية تنصيب الهيئات الحزبية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية عن هيمنة هذا الحلف على بلديات مقاطعة لعيون، وعلى البلدية المركزية، وهو ما تمت ترجمته في تصدر مرشحي حلف اللواء مسقارو في معظم المناصب الحزبية على مستوى المقاطعة، مع حضور أكثر قوة على مستوى مقاطعة كوبني، رغم محاولات مستميتة من جانب الوزير الول، ممثلا في النائب البرلماني السالمه بنت حدمين ابنة شقيق الوزير الأول، ويعزوا المراقبون هذه المكاسب الساسة لحلف "لعيون لأهلها" إلى عدة عوامل أثمرت هذه النتيجة الطبيعية - برأي البعض-:
أولا: أن حلف لعيون لأهلها يضم في صفوفه أبرز الوجوه السياسية، والشخصيات المعروفة بعمقها الشعبي، وتجربتها السياسية الطويلة، حيث يضم وزراء سابقين، من بينهم وزير الداخلية الأشهر محمد ولد ارزيزيم، وسفراء، وكوادر، وطاقات شبابية، ونسائية، فضلا عن فاعلين جمعويين، والكل يتميز بأنه من أهل لعيون حقا، لا من الوافدين عليها في مواسم السياسة لقطف ثمرة لم - ويبدو أنها لن- تنضج.
ثانيا: شمولية التمثيل في حلف لعيون لأهلها، فهو تحالف عابر للحواجز القبلية الضيقة، يضم جميع المجموعات القبيلة القاطنة بالمنطقة (أولاد الناصر، تنواجيو، لقلال، لادم، مشظوف، إديبوسات..) إلى آخر القائمة، فالجميع في هذا الحلف باتوا ينتمون لقبيلة واحدة اسمها مقاطعة لعيون، مع اعتزاز كل بانتمائه القبلي، ومحيطه الاجتماعي.
ثالثا: الابتعاد عن أسلوب الترغيب والترهيب، فهذا الحلف السياسي لا يعد المواطنين بوعود زائفة، ولا يغريهم بمناصب مؤقتة، ولا يرهبهم بسيف الإقالة، أو الإقصاء، بل يضع أمامهم برنامجا سياسيا، يعتمد على ركيزتين: الدفاع عن سياسة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز ودعم خيارات الحزب الحاكم من جهة، والدفاع عن مصالح مقاطعة لعيون،والولاية بشكل عام، والحرص على أن تتبوأ لعيون مكانتها المستحقة، تنمويا، وسياسيا،وإداريا.
وفي المقابل، يلاحظ المتابعون للشأن السياسي المحلي أن حلف الوزير الأول- وإن كان يضم أشخاصا لا يشكك أحد في أصالة انتمائهم للعيون- إلا أن هذا الحلف مـُختطف من طرف شخص لا ينتمي -سياسيا على الأقل- لولاية الحوض الغربي، وحضوره السياسي في لعيون طارئ، أملته مقدرات الوظيفة، والطموح إلى الهيمنة وبسط النفوذ، بالمال تارة، وبالسلطة تارة أخرى، وقد أدى تغول الوزير الأول على سياسة لعيون، ومحاولته التدخل في كل صغيرة وكبيرة إلى انشقاقات عميقة بين صفوف أطر هذه المقاطعة العريقة، المعروفة بكثرة أطرها مدنيين، وعسكريين، ولم يفوت السيد الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين أي فرصة لكسب ود أهل لعيون، حتى بات البعض يتندر من كثرة اتصالات السيد الوزير الول، الذي بات يهاتف بائعة الخضار، وراعي ابقر، ومن لا يفقهون في السياسة - والعهدة على بعض السكان المحليين-.