موريتانيا: موسم الانتقالات السياسية (خاص)
تشهد الساحة السياسية الموريتانية هذه الأيام موجة هجرة، وهجرة مضادة، حيث يموج المشهد السياسي، في مرحلة يجوز أن نسميها "موسم الانتقالات السياسية"، وما يميز الموسم هذه المرة أن الترحال السياسي شمل معظم الأحزاب تقريبا، في المعارضة كما في الموالاة، فالبعض غير وجهته من حزب معارض إلى آخر موال، والعكس، بينما انتقل بعضهم من حزب موال إلى حزب موال آخر، أو من معارض إلى معارض مثله، وتماما كما في كرة القدم، تحدث الانتقالات السياسية بعد "صفقات" وبعد مفاوضات، يرى الطرفان أنها تضمن مصالحهما، فالأحزاب السياسية تبحث عن سياسي محنك، ومحبب لدى الجمهور، له قاعدة شعبية يستطيع من خلالها أن يؤمن للحزب منصبا في البرلمان، أو المجالس الجهوية، أو البلدية، بينما يبحث ذلك السياسي - بتلك المواصفات- عن حزب يضمن له مظلة سياسية تتيح له الترشح، مع رفض الترشح المستقل.
موسم الانتقالات السياسي الجاري حاليا سيحمل برلمانيين خارج أحزاب اشتـُهروا بانتمائهم لها، ومع إعلان لائحة مرشحي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية يتوقع أن تبلغ الانسحابات ذروتها، فمعظم السياسيين في البلد لا ينظر إلى الحزب إلا باعتباره منفذا يحصل من خلاله على امتيازات شخصية (انتخاب، أو تعيين)، ومتى انتفى ذلك وجب الرحيل، فالالتزام الحزبي، والقناعة بمشروع سياسي مشترك، والنضال السياسي من أجل مصلحة الحزب لا الفرد، أمور لا وجود لها في قاموس معظ سياسيينا، ومع تطبيق القوانين الجديدة، التي تفرض على الأحزاب الحصول على نسبة 1% من الأصوات، والمشاركة في الانتخابات، وتحرم الترحال السياسي على أي منتخب تم انتخابه تحت يافطة حزب معين، مع تطبيق ذلك ستشهد بعض الأحزاب "تصحرا" سياسيا، بينما سيستقر المشهد الحزبي على أحزاب جادة، تملك من الرصيد الشعبي ما يبقيها على قيد الحياة السياسية.