كيفه: عمد يستحقون التجديد و آخرون.... (تحليل)
ما يزيد على خمسين ألف ناخب في مقاطعة كيفه و بلدياتها الست سيذهبون بعد شهر من الآن للإدلاء بأصواتهم، و اختيار عمد، و نواب و مجالس جهوية، ستشرف على رسم مشاريع التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية في ربوع هذه المقاطعة، التي تعد من بين المقاطعات الأكثر فقرا على الصعيد الوطني، حيث تضرب وطأة الفقر نسبة تصل 40 % من سكانها البالغ تعدادهم سنة 2013 حوالي 110714 نسمة.مما يستوجب وضع مخططات فعالة و موضوعية تضمن الرفع من المستوى المعيشي لهؤلاء السكان.
و رغم تباين الفوارق الديمغرافية و الاقتصادية بين بلديات كيفه الست، و تفاوت أوعيتها الضريبية تفاوتا شديدا، فإن شح الموارد المالية ، و ضعف تكوين و تأطير مواردها البشرية، يعد سمة مشتركة بينها، كما يمثل أبرز معوقات العمل البلدي الناجح فيها، ولكن ماهي الموارد المتاحة لهذه البلديات؟ و هل تملك فرصة حقيقية للتغيير؟ أم أن الحرمان و التهميش قدرها الذي لامناص منه؟ و هل تستحق هذه البلديات هذا العدد الكبير من المترشحين(40 لائحة)؟
1- ضغط الحاجات و قلة الموارد و الخدمات: تحت ضغط الحاجة المحلية المتزايدة للسكان الفقراء من الماء و الكهرباء و الصحة و التعليم و خدمات النظافة و الصرف تبدو بلديات كيفه عاجزة إلا ما كان من أعمال الصيانة أو حملات النظافة النادرة جدا،
و إذا كان الصندوق الجهوي للتنمية - الممول الرئيسي لهذه البلديات خلال العشرية الأخيرة- عرف زيادة ملحوظة في حجم غلافه المالي، حيث انتقل من 123 مليون أوقية عام 2006 إلى حوالي 370 مليون عام 2016، فإن إيرادات الجبابة الضريبية تكاد تكون معدومة في هذه البلديات باستثناء بلدتي كيفه و أقورط التي يعادل دخلها الضريبي تقريبا نصيبها من دعم الصندوق الجهوي، و الذي وصل 56.7 مليون أوقية ، و 19.5 مليون أوقية على التوالي سنة 2016.
لكن هذا الدعم - حسب البعض - لا يغطي تكاليف نفقات رواتب العمال في بلدية كيفه مثلا ، حيث يستحوذ بند الرواتب على حوالي 6 مليون أوقية شهريا، و هو أمر لا يثير الدهشة إذا علمنا أن عمال الدعم و الوكلاء يتضاعف عددهم مع كل مأمورية جديدة، ليس تلبية لحاجات مهنية، و إنما استجابة لضغوط المحسوبية و الزبونية، و المنفعة الشخصية و الولاء السياسي.
2- تعطل عجلة التعاون الدولي و غياب الاستثمار: شكل الحضور الخجول لبرامج التعاون الثنائي و المتعدد الأطراف في بلديات كيفه خلال العشرية الأخيرة عامل إعاقة لهذه البلديات التي استفادت في وقت سابق من دعم هام من ممولين دوليين أعطى دفعا قويا لجهودها في ذلك الوقت، فإذا ما أستثنينا استفادة هذه البلديات من برامج " فينكر - باكا" فإن الاعتماد الرئيسي في تنفيذ المخططات البلديةكان يعتمد في الاساس على الموارد الذاتية شبه الهزيلة غالبا، و هو ما يجعل الاستثمار في البلديات الحضرية أمر صعب المنال، و في البلديات الريفية مستحيلا.
3- عمد يستحقون التجديد و آخرون ربما السجن أو التشريد :
باستثناء عمدة بلدية كيفه المركزية فإن الأربعة الباقون أعيدت فيهم القفة و حصلوا على تزكية الحزب باعتبارهم أفضل الموجود و الأكثر خبرة و اربما الأقوى ولاءا، ولكن من ناحية أخرى فإن انجازات بعضهم لا تشفع له في التمديد لمأمورية جديدة و بعضهم الآخر قد مله الناس رغم ما حقق من انجازات هزيلة و متواضعة كبناء نقطة صحية أو توفير سيارة إسعاف أو حفر بئر أو ترميم فصل، وسط اتهامات بإخفاء المساعدات و بيع حصة المنمين من العلف، و اثقال كاهل الفقراء بالضرائب، حتى أصبح يتندر فيهم قائلا هذه ليس بلدية و إنما بلية، بينما يطالب البعض الآخر بمحاسبة ضديدة و مكاشفة حقيقية للوقوف على أوجه صرف مئات الملايين التي استفادتها هذه البلديات من الصندوق الجهوي للتنمية.
و إذا تحدثنا بلغة الأرقام فإن حجم التمويلات المستلمة يتنافى في أحيان كثيرة مع ما تم انجازه على أرض الواقع من انجازات، فلو أخذنا مثلا سنة 2016 فإن بلديات كيفه استفادت المبالغ التالية من دعم الصندوق الجهوي للتنمية :
كيفه 56.761.774 أوقية
أقورط 19.549.820 أوقية
الملكه 12.749.326 أوقية
كورجل 6.566.247 أوقية
لكران 14.902.682 أوقية
نواملين 7.274.799 أوقية
عال ولد يعقو ب