موريتانيا تدخل أسبوع الحسم، فمن سيشغل الرئاسات الثلاث ؟
دخلت موريتانيا أسبوعا حاسما في مسيرتها السياسية، فخلال أيام فقط يفترض أن يحسم رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز مصير الرئاسات الثلاث (رئاسة الحكومة، ورئاسة البرلمان، ورئاسة الحزب الحاكم)، وتبدو خيارات ولد عبد العزيز مفتوحة على كل الاحتمالات، ويتم تداول العديد من الأسماء لشغل هذه الرئاسات، مع احتمال التمديد للوزير الأول الحالي، ورئيس الحزب الحالي، وإذا كان نجاح الحكومات يـُقاس بمدى ما تحظى به من قبول شعبي، وتنفيذ للمشاريع الخدمية، واستيعاب للجميع، فإن نجاح الأحزاب السياسية يقاس بشيء واحد حصرا، هو النتيجة التي تحصدها من الانتخابات، ومما لا شك فيه أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية حقق في الانتخابات البرلمانية، والجهوية، والبلدية نتائج مبهرة، فاقت كل التوقعات، ما يعني أن رئيسه الأستاذ ولد محم استطاع التعالي على كل الخلافات التي تعصف بالأغلبية، والتعامي عن كل ما يوجه له شخصيا من سهام حادة، وأدار دفة الانتخابات بنجاح أثمر كل هذه النتائج، .. صحيح أن رئيس الحزب لم يعمل بمفرده، بل مع فريق متكامل، لكن بما أن الرجل يرأس الحزب، وترأس منسقية الحملة الانتخابية، وكان عضوا فاعلا في لجنة إصلاح الحزب، فمن الطبيعي أن يـُعترف له بالنجاح، تماما كما يتحمل قسطا وافرا من أي فشل في الانتخابات لو كان حصل.
بالنسبة للوزير الأول يحي ولد حدمين، أدار الحكومة على مدى أكثر من أربع سنوات، تميزت بالصخب، والأزمات، بين النظام والمعارضة من جهة، وبين أقطاب الأغلبية نفسها، وتميزت فترة رئاسة ولد حدمين للعمل الحكومي بظاهرة لم تكن معروفة قبله، وهي ظاهرة التخندق، والتحزب بين الوزراء، فالفريق الحكومي بات عدة فرق، كل يعمل على شاكلته، معظمهم يبغض الوزير الأول، ويرفض العمل معه، وإن أسرها في نفسه ولم يبدها لهم، صحيح أن ولد حدمين ظل يحظى بدعم الرئيس ولد عبد العزيز، حتى لا نقول ثقته، ورغم الأخبار السيئة التي تصل مكتب الرئيس عن وزيره الأول من كل حدب وصوب، ظل ولد عبد العزيز - حتى الآن- يصنفها في خانة "كلام المعارضة"، وواصل الرئيس في اتخاذ ولد حدمين درعا يمتص عنه الصدمات، لكن كثرة أخطاء الرجل، وحشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة ورطت الرئيس، والنظام في أزمات، ومطبات كان يمكن تفاديها، لكن لا أحد حتى الآن يمكنه الجزم ما إن كان ولد عبد العزيز قرر وضع حد لمفاجأة تعيين ولد حدمين وزيرا أول، بعد أن طال مفعول تلك المفاجأة أكثر من أربع سنوات.
وبالنسبة لرئاسة البرلمان، فلا تقل أهمية عن رئاستي الحكومة، والحزب الحاكم، فالبرلمان المنتخب بغرفة واحدة لأول مرة، ضم كل التناقضات، وجمع تحت قبته كل عناصر الإثارة، والتأثير، ومن المؤكد أن البرلمان المنتخب سيلعب دورا حاسما في ترتيب المستقبل السياسي لولد عبد العزيز نفسه، وسيكون هذا البرلمان أهم الأدوات بيد الرئيس لرسم معالم الخارطة السياسية للبلد، لذلك فإن رئاسة البرلمان تتطلب شخصا يستطيع إسكات بيرام، وإبطال مفعول مداخلات صقور تواصل، والتكتل، واتحاد قوى التقدم، المتعطشين لاتخاذ منبر البرلمان منصة لتسديد ضربات موجعة لولد عبد العزيز، فمن سيختار الرئيس لرئاسة برلمان بهذه المواصفات، وأمامه كل هذه والتحديات..؟.