النظام يلجأ إلى وسائل "قذرة" في معركته في عرفات (يـُنشر لأول مرة)
تتواصل بمقاطعة عرفات الحملة الانتخابية الصامتة، والطاحنة بين النظام، والمعارضة، ورغم أن التنافس أصلا محصور بين حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وحزب تواصل المعارض، إلا أن النظام جند جميع أجهزته، واستنفر طاقاته، ووسائله في هذه المعركة، كما أن المعارضة "الجادة" - كما يسميها البعض- تكالبت، وحشدت خيلها ورجلها لتقديم واجب "النـُصرة" لحزب تواصل في دفاعه عن عرينه، وحصنه الحصين بلدية عرفات، وفي ظل هذه المعركة التي تدور بصمت، ودون ضجيج إعلامي، حصل (الوسط) على معلومات موثقة عن استخدام النظام للمال السياسي بشكل كبير، حيث يقوم بعض الموظفين في الدولة بالتواصل مع المواطنين في عرفات، ويعدون لوائح بأسمائهم، ويعدونهم بتقديم أموال كبيرة في حال صوتوا للحزب الحاكم (لدينا الأسماء، والوقائع).
كما لجأ النظام لأسلوب الترغيب، والترهيب، حيث قال منسق تحركات النظام في عرفات الوزير المختار ولد اجاي خلال اجتماعاته مع الأطر، والفاعلين، قال حرفيا إن الدولة تعرف كل مكتب تصويت، وتكلف كل إطار أو موظف كبير بحشد الدعم للتصويت للحزب الحاكم في كل مكتب، وأن على هؤلاء إنجاح الحزب الحاكم في مكاتبهم بغض النظر عن الطريقة التي سيفعلون بها ذلك، في إشارة من الوزير إلى أن كل الطرق والوسائل مشروعة لبلوغ هدف الفوز ببلدية عرفات، ومن فشل في تلك المهمة سيتحمل التبعات على فشله، في إشارة إلى إقالته من منصبه، وقد أثار تهديد ولد اجاي هذا حالة من الفزع في صفوف أطر، وموظفي الدولة، جعلهم يعتبرون معركة عرفات حاسمة لمستقبلهم في وظائفهم، وفي انتظار يوم السبت العظيم، تبقى أعين أنصار النظام موجهة نحو صناديق اقتراع عرفات علها تبوح بكلمة سر تمنح بموجبها مفاتيح البلدية هذه المرة للنظام، بعد أن تمنعت عليه، ويبقى احتمال الهزيمة هاجسا مرعبا يخيم على أنصار النظام، وهو وارد إلى أن يثبت العكس.
وحسب مراقبين تحدثوا ل(الوسط) فإن المعارضة لن تدخر حيلة هي الأخرى - مشروعة، أو غير مشروعة- لهزيمة النظام في عرفات، ومن بين ذلك إطلاق حملة لتشويه صورة بعض الأسماء في لائحة الحزب الحاكم باعتبارهم أصحاب سوابق، ومتهمون باختلاس المال العام، ويعد (الوسط) قراءه الكرام بنشر تفاصيل عن كواليس معركة عرفات في وقت لاحق.