جولة الوزير الأول في عرفات تثير الجدل، وتنعكس سلبا على مرشح الحزب الحاكم (خاص)
خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، وخلال الفترة التي أعقبت إعلان المحكمة العليا إعادة الانتخابات في عرفات، والميناء، لم يــُسجل أي دور واضح للوزير الأول يحي ولد حدمين لدعم مرشحي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، واليوم ومع ساعات الصباح الأولى، حرص ولد حدمين على الظهور في عرفات، متجولا بين المكاتب، ليدشن بذلك حملة "صورني وان فعرفات).
وقد أثار وجود الوزير الأول في شوارع عرفات اليوم لغطا واسعا، وبينما اعتبرته المعارضة تدخلا من رأس الجهاز التنفيذي للضغط على الموظفين، وإرهابهم لتغيير قناعاتهم الانتخابية، اعتبر بعض من أنصار النظام أن وجود ولد حدمين في عرفات سيأتي بنتائج سلبية على مرشح الحزب الحاكم، وهو تدخل عديم الجدوائية، بل جاء في الوقت بدل الضائع - كما يقول هؤلاء-، لكن الأمر يبدو مختلفا بالنسبة لرجل انتهت مأمورية حكومته، وباتت في حكم المستقيلة بقوة القانون، فلا بد من جولة في شوارع عرفات، لتسجيل موقف، ورفع العتب، فلو جاءت النتائج في صالح الحزب الحاكم يكون الوزير الأول ساهم في النصر بتلك الجولة الصباحية في مكاتب التصويت، وحينها لن يكون بحاجة لقول (يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما).
ولو حدث العكس، وفاز تواصل، يكون ولد حدمين قد استنفد كل طاقاته، حتى إنه ذهب بنفسه إلى مراكز الاقتراع، لكن السؤال الذي طرحه البعض هو.. لماذا يتنقب الوزير الأول خلال هذه الزيارة لإخفاء معالم وجهه..؟؟، فإذا كان غير مقتنع بهذه الزيارة لعرفات في هذا التوقيت كان عليه الامتناع عن الحضور، وإذا كان فعلها عن قناعة، كان عليه إظهار وجهه فليس في الأمر ما يدعو للتخفي، فضلا عن السؤال الجوهري.. هل حضر المهندس ولد حدمين اليوم لعرفات بصفته قياديا في الحزب الحاكم، وإذا كان الجواب بنعم، فلماذا قاطع معظم أنشطة الحزب في الماضي القريب، وإذا كان حضر بصفته وزيرا أول، فهل ذلك يعتبر استغلالا للمنصب العام لخدمة حزب سياسي معين، مع ما يقتضيه المنصب العام من عمومية، وتجرد!!.