قرار أمريكي ضد موريتانيا، غضب شعبي، والمعارضة تتفرج، والحكومة تتحرك
تسود الشارع الموريتاني حالة من الغضب، بسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد اترامب القاضي باستبعاد موريتانيا من الاستفادة من مزايا نظام AGOA، وما يزيد غضب الموريتانيين أكثر هو المبررات التي ساقها الممثل التجاري الأمريكي لتبرير هذا القرار، وهو الزعم بأن موريتانيا لا تزال تنتشر فيها العبودية، أو العمالة القسرية، أو بالسخرة، ففي الوقت الذي كانت فيه المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والدول المنصفة تشيد بما حققته موريتانيا في هذا المجال، من تجريم لهذه الممارسات، وإنشاء قطاعات حكومية خاصة بمساعدة ضحايا الاسترقاق السابقين، اختارت الولايات المتحدة إدانة موريتانيا بمزاعم واهية، بدل تشجيع الخطوات الموريتانية الإيجابية في هذا المجال.
رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، والوزير الناطق باسم الحكومة كان أول من تفاعل مع القرار الأمريكي، بتغريدتين، انتقد فيهما القرار الأمريكي، ووصفه بالخيانة للعلاقات التاريخية بين موريتانيا، والولايات المتحدة، واستغرب ولد محم تجاهل خطوات موريتانيا الذاتية في مكافحة هذه الممارسات، وذهب أبعد من ذلك بمطالبته بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل للرد على أمريكا، وهو أسلوب دبلوماسي معهود عند الدول في مثل هذه الحالات.
وفي الوقت الذي تفاعل فيه الموريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الخطوة الأمريكية ضد موريتانيا، وسط مطالبات بسن قوانين تجرم العمل على تشويه صورة البلد في الخارج، اختارت المعارضة أن تلوذ بالصمت المطبق، حيال قضية تمس سمعة موريتانيا، وصورتها كدولة، وليس كنظام، بل إن بعض أقطاب المعارضة لم يخف فرحته بإقصاء موريتانيا، وتشويه سمعتها، والزعم بوجود العبودية فيها، وتبقى هذه القضية متفاعلة، فموريتانيا رسميا لم تتحدث بعد، -باستثناء استقبال وزير الخارجية اليوم للسفير الأمريكي في انواكشوط بعد ساعات من هذا القرار الظالم ضد موريتانيا-.
الأستاذ ولد محم غرد بصفته الشخصية، ومن المنتظر أن يعبر عن موقف الحكومة الرسمي من هذه القضية خلال الخرجة الإعلامية الأسبوعية عقب انتهاء اجتماع مجلس الوزراء يوم الخميس، والأكيد أن موريتانيا لا تعوزها الأدلة الدامغة لدحض مزاعم أمريكا بهذا الشأن، تماما كما يعرف الجميع حجم الانتهاكات العنصرية التي تمارس داخل الولايات المتحدة ضد المسلمين، والأقليات السود حتى يوم الدنيا هذا، كما أن سجل الولايات المتحدة في مجال احترام حقوق الإنسان سجل ملطخ بدماء ضحايا الحروب من سجن أبو غريب في العراق، إلى غوانتانامو - سيئ الصيت-.
