جولة الرئيس بالحوض الشرقي ترفع أسهم ولد محمد لغظف، وانكماش في صفوف منافسيه (خاص)
رغم كونه لا يتقلد أي منصب رسمي رفيع في الدولة، إلا أن الوزير الأول الأسبق الدكتور مولاي ولد محمد لغظف حجز مكانه في مقدمة الصفوف، خلال مجمل محطات زيارة رئيس الجمهورية الأخيرة لولاية الحوض الشرقي، ففي ولاته، مـُنح ولد محمد لغظف مكانا في الصف الأمامي، بل إن الرئيس ولد عبد العزيز تعمد أن يصافح ولد محمد لغظف قبل الوزراء الحاليين في الحكومة، ومن بينهم الوزير المكلف بمهمة برئاسة الجمهورية يحي ولد حدمين، وبقية أعضاء الوفد الحكومي، وفي خطوة لافتة، سربت جهات رسمية خبر استدعاء ولد محمد لغظف إلى بادية الرئيس بمقاطعة اظهر، حيث كان ضمن شخصيات محدودة التقاها الرئيس ولد عبد العزيز في خلوته تلك.
وفي مدينة النعمه، تحول منزل ولد محمد لغظف إلى قبلة للوفود الرسمية التي زارت المدينة بمناسبة تنظيم احتفالات الاستقلال الوطني، حيث استضاف الرجل كبار موظفي الدولة من مدنيين، وعسكريين، في حين فضل بعض أطر الولاية الذهاب إلى البوادي، وبعضهم لا يمتلك أصلا منزلا في عاصمة الولاية، واضطر للإقامة في فندق انكادي، وخلال العرض العسكري، حجز ولد محمد لغظف مكانا متقدما في المنصة الرسمية، إلى جانب وزير الدفاع الفريق ولد القزواني، ورئيس البرلمان الشيخ ولد بايه، وخلال محطات الرئيس التي دشن فيها عدة مشاريع، تجمع العشرات في مسيرات، دعما لولد محمد لغظف، بينما هتف آخرون باسمه.
المفارقة أن هذا الحضور الشعبي اللافت لولد محمد لغظف، والعناية التي يحظى بها من قبل رئيس الجمهورية يحصلان والرجل لا يشغل أي منصب رفيع في الدولة، بينما يعجز وزراء آخرين بارزين، لا يزالون في السلطة عن مجرد فتح منزل وحيد في النعمه، وبعضهم يدخل المدينة خلسة، وكأنه استسلم لقدره السياسي، ورضي بالبقاء على الهامش، بعد أن ملأ الدنيا ضجيجا.