قمة انواكشوط، عندما تنجح موريتانيا، وتفشل مجموعة الساحل (خاص)
استضافت موريتانيا خلال السنوات القليلة الأخيرة العديد من القمم، واللقاءات، من بينها قمة عربية، وقمة إفريقية، وقمم إقليمية عديدة، وقد اكتسبت موريتانيا خبرة في مجال تنظيم مثل هذه اللقاءات، وهو ما انعكس على الجوانب الأمنية، والإشراف العام على قمة مجموعة دول الساحل يوم أمس الخميس بقصر المؤتمرات القديم بانواكشوط، لكن هذه القمة شابها فشل واضح في جوانب أخرى، فرغم المبالغ المالية الضخمة التي قاربت ملياري أورو، والتي تعهد بها المانحون في لقاء انواكشوط لدعم دول الساحل، إلا أن المنظمين فشلوا في تنظيم اللقاء، ويكفي هنا أن نذكر أن المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الدوري للمنظمة، ورئيس النيجر محمدو أوسوفو غابت عنه الترجمة، وهو ما جعل أوسوفو يرد على بعض الصحفيين الذين سألوه باللغة العربية بالقول"لم أفهم شيئا" بينما توفير الترجمة لا يكلف أي جهد، كما أن منظمي لقاء انواكشوط منعوا كل الإعلاميين، حتى من دول أوربية، وإفريقية من ولوج خيمة الغداء، وبينما ذهب الصحفيون الموريتانيون إلى منازلهم، كان على زملائهم الأجانب، والذين جاؤوا خصيصا لتغطية هذه القمة، أن يبحثوا عن فنادق، أو يبقوا متجمهرين أمام الخيمة الكبيرة، في مشهد مقزز، في حين تقف عجوز بملامح أوربية عند باب الخيمة لتطرد كل من يحمل بطاقة صحفي، بغض النظر عن جنسيته (انظر الصورة الثانية).
مدير تشريفات الدولة الحسن ولد احمد قال لبعض الصحفيين إن موريتانيا لا علاقة لها بالجوانب التنظيمية لهذه القمة، فهي تخص منظمة مجموعة الساحل، وموريتانيا مجرد عضو بها، وبالتالي غير مسؤولة عن أخطاء الترجمة، ولا طرد الضيوف الأجانب المدعوين من الخارج، ولا عن صياغة البيان الختامي، هذا العذر لم يقنع بعض من استمع لمدير التشريفات، وقد بدا الإرباك واضحا في بعض الجوانب الأخرى، منها دعوة جميع الرؤساء الحاضرين - بمن فيهم الرئيس الموريتاني- للحديث في المؤتمر الصحفي، ووضع أعلام بلدانهم في القاعة، قبل أن يأتي مدير التشريفات الحسن ولد احمد مسرعا، ويسحب الأعلام، ليترك علم النيجر وحده، ويدخل رئيس النيجر، ولاحقا تم وضع علم مجموعة الساحل إلى جانبه قبيل انتهاء المؤتمر بطريقة مرتجلة، وهو ما عكس تخبطا وقعت فيه منظمة مجموعة الساحل، التي فشلت فشلا ذريعا في ضبط وتنظيم لقائها مع المانحين، رغم أنهم كانوا أسخياء معها، أقله في مرحلة التعهدات.