معطيات هامة حول لقاء رئيس الجمهورية ببيرام ولد اعبيد (خاص)
خلال لقائه يوم أمس بمنزله، بعد ساعات من الإفراج عنه، قال النائب البرلماني بيرام الداه اعبيد إنه التقى برئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز مرتين سابقا، ووصف اللقاءين بالسريين، مضيفا أنه لن يلتقي بالرئيس مرة أخرى إلا بشكل علني، واعتبر البعض هذا الإعلان من بيرام كشفا عظيما، وفسره آخرون تفسيرات موغلة في الخيالية، لكن الجميع تجاهل حقائق بالغة الأهمية في هذا السياق.
أولا: رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز هو رئيس لكل الموريتانيين، ومن الوارد جدا أن يلتقي رئيس الجمهورية بأي مواطن موريتاني مهما كانت صفته، فقد يستقبل الرئيس كبار العلماء في القصر الرئاسي، وقد يزور السجن للاطلاع على أوضاع النزلاء، فيتحدث مع عـُتات المجرمين، وحتى لو حظي بيرام ولد اعبيد بفرصة لقاء رئيس الجمهورية فلا غرابة في ذلك، وليس في الكشف عنه ما يـُحرج الرئيس.
ثانيا: لقد ظل بيرام ولد اعبيد طوال مسيرته يؤكد أمام أنصاره أنه معارض شرس للنظام، ولا يقبل أي مفاوضات مع السلطة، ولا علاقة له بها، وباعترافه بلقاء رئيس الجمهورية سرا، يفضح بيرام نفسه بنفسه، ويكون عليه أن يـُبرر لأتبعاه مسألتين، الأولى لماذا يلتقي رئيسا ظل يصفه بأقبح الأوصاف، وثانيا لماذا يكون اللقاء سرا، هل كان بيرام يسعى للحصول على منافع شخصية من مثل هذا اللقاء، ثم ما دام التقى رئيس الجمهورية مرتين، فكم مرة التقى ضباط الشرطة، والمخابرات يا تـُرى ؟؟؟!!.
وما غاب عن البعض حول هذا اللقاء "المزعوم" هو أنه إذا صحت ادعاءات بيرام هذه، فهي دليل واضح على انفتاح رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، ونهجه الديمقراطي المسالم، فمن يطلقون تصريحات، ومواقف كتلك التي يعبر عنها بيرام في العديد من الدول يكون مصيرهم الاختفاء القسري، أو السجن المؤبد، أو يـُنفوا من الأرض، أما أن يلتقيهم رئيس الجمهورية مرتين، فذلك يـُحسب للرئيس، لا لهم.
من صفحة الأستاذ: سعدبوه الشيخ محمد.