أي مصير ينتظر "الاتحاد" بعد مغادرة ولد محم ؟(تحليل)
استقبل قصر المؤتمرات "المرابطون" يوم أمس الثاني من مارس 2019 الآلاف من منتسبي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، معظمهم من مناديب الحزب القادمين من مختلف مناطق الوطن، لكن تبين أن حضورهم لم يكن له أي معنى، فلا هم انتخبوا، ولا هم استـُشيروا، ولا هم حتى أعلموا بما سيجري قبل إعلانه للجميع، في تجسيد واضح لقاعدة:
ويـُقضى الأمر حين تغيب تيم@ ولا يـُستأذنون وهم شـُهود
المؤتمرون في أروقة القصر لم يخفو امتعاضهم من طريقة تسيير المؤتمر، واعتبروها استخفافا بهم، وعبثية غير مسبوقة، مع تركيزهم على طريقة التصويت بالتصفيق، وكأنهم حـُشروا حشرا فقط ليتم تمرير قرارات مـُسبقة باسمهم دون أن يكون لهم أي دور في إقرارها، وهمس بعض المؤتمرين لبعض قائلا بالحرف" الحزب انتهى، انتهى"، لكن أبرز لحظة في مؤتمر الست ساعات كانت لحظة إعلان رئيس الحزب الأستاذ سيدي محمد ولد محم استقالته من رئاسة الحزب، دون أن تـُتاح الفرصة للمؤتمرين لتلقي تقرير شامل يبين حصيلة عمل الحزب خلال السنوات الأخيرة، كما جرت العادة في مؤتمرات كل الأحزاب، ولد محم خطب بفصاحته المعتادة، وعمقه السياسي المعهود، داعيا الجميع للتصويت بكثرة للمرشح محمد ولد الشيخ محمد احمد، واسترعض رئيس الحزب المغادر إنجازات رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، (الرئيس المؤسس للحزب)، مع اعتراف بالجميل لرؤساء الحزب الذين سبقوه، قبل أن يستدعي ولد محم المرشح ولد الغزواني، لالتقاط صورة مـُعبرة.
بعد الاستراحة، أطل وزير الاقتصاد والمالية ليقرأ على المؤتمرين جملة قرارات أُعدت بعيدا عنهم، دون أن يمنح وزير الاقتصاد للمؤتمرين فرصة الموافقة على تلك القرارات، أو رفضها حتى بمجرد التصفيق !! قبل أن يعلن تعليق أعمال المؤتمر إلى أجل غير مسمى، لم تـُمنح الفرصة للمرشح ولد الغزواني ليشكر مؤتمري الحزب على بيان دعمهم لترشحه، كما لم تـُتح تلك الفرصة لهم لتوديع رئيسهم المستقيل الأستاذ ولد محم، الذي لم تجف بعد دموع فقده لوالده وهو في يوم تعزيته الأخير، لينفض الجمع، والسؤال الذي يردده الجميع هو.. لماذا جيء بنا إلى "المرابطون" دون أن يكون لنا أي دور ؟.
افتقد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية إذا رئاسة الأستاذ سيدي محمد ولد محم، رغم أن البعض ركز على العكس، أي فقد ولد محمد لرئاسة الحزب، الذي قاده في أحلك لحظاته، وأصعب مراحله، وأهم محطات سنينه العشر، فقد نجح المحامي، والسياسي، والخطيب ولد محم في إدارة أزمة ترشيحات الحزب، مستوعبا الجميع - إلا من رفض- ليحقق الحزب أكبر نتيجة انتخابية في تاريخه، واستطاع الرجل إدارة جولات الحوار - السرية، والعلنية- بين المعارضة والنظام، ودافع عن النظام بعقلانية، ومنطقية، جعلته يـُمنح حقيبة النطق باسم الحكومة في مرحلة بالغة الحساسية، فهل ستستطيع لجنة من 26 شخصا سد فراغ الرئاسة في الحزب، خاصة وأن معظم أعضاء هذه اللجنة يفرقهم أكثر مما يجمعهم ؟؟.
من الواضح أن الحزب لن تكون له مساهمة تذكر في الانتخابات الرئاسية الوشيكة، فسيدخلها وهو في مرحلة من الترهل، وغياب الرؤية، وانعدام القيادة، حتى إن معظم كوادر الحزب يرون في مؤتمر الثاني من مارس تمهيدا لتصفية للحزب، طالما استعجلها البعض.