الإسراء والمعراج، عنوان محاضرة بانواكشوط
نظم الاتحاد العام للزوايا والهيئات القادرية في إفريقيا مساء أمس بانواكشوط ندوة علمية، تميزت بمحاضرة ألقاها الدكتور الفقيه الشيخ ولد الزين ولد الامام، تحت عنوان "الإسراء والمعراج"، وكتب المحاضر على صفحته على فيسبوك ملخصا للمحاضرة، تضمن أهم محاورها، وخاصىة ما يتعلق بالشبهات التي يثيرها البعض حول الإسراء والمعراج، وجاء في التلخيص:
"ومن تلك الشبه أنها لا تقبلها العقول السليمة وأنها من الخرافات التى نسجتها عقول المتخلفين ..
ومن تلك الشبه أيضا أنها لو كانت حقيقة لوقعت نهارا ولم تكن وقعت ليلا بعيدا عن أنظار الناس ..
و الشبهة الثالثة كونها وقعت مناما لا يقظة ..
و غير ذلك من الشبه التى طالما أشاعها شياطين الإنس قديما وحديثا ..
فأما الشبهة الأولى وهو كونها لا تقبلها العقول وأن العقول لا يمكنها تصور إنسان يسير فى أقل من نصف ليلة بين مكة والقدس وهي مسافة تقطعها الجمال فيما يزيد على ثلاثين ليلة كاملة ..
فالجواب أنه قد فات هؤلاء أن فعل الإسراء منسوب لله تعالى وليسا منسوبا للنبي صلى الله عليه وسلم (سبحن الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى )وما دام الأمر منسوبا الى خالق نواميس وقوانين الكون فالعقول إنما تقيس الأمور وفق قوانين البشر ونواميس الحياة العادية فلا مقارنة بين هذا وذاك ..
و طبعا لم يكن متصورا وفق العقول فى زمن الجاهلية أن تمشي طائرة من غرب العالم الى مشرقه فى ليلة واحدة ولم يكن للعقول فى ذاك الزمن تصور سرعة الضوء وهكذا ..
ولقد أثبت عالم الفيزياء انشتاين أن الزمن له علاقة بالقدرة ولأن القدرة الالهية لا يعجزها شيئ فليس مستحيلا فى حق الله تعالى أن يخلق سرعة تخترق الآفاق والسماوات فى زمن قياسي ..
خرجنا من هذه الشبهة ..
وأما الشبهة الثانية وهي أنها لو كانت حقيقة لوقعت نهارا لا ليلا والجواب أن هذه المعجزة ليست من نوع المعجزات المتحدى به ولكن من النوع الذى يهدف الى تكريم النبي الكريم وتثبيت إيمان المؤمنين وامتحان المبطلين ..
ثم إنها لو وقعت نهارا ورأى الناس الرسول صلى الله عليه وسلم راكبا البراق وهو يطير به فى الهواء نحو السماء لقال المبطلون إنما سحرت أبصارنا وهذا سحر عجيب ..
وقد سبق للقرآن الكريم أن سجل موقفهم ذاك من قبل
قال تعالى (ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين)
واما الشبهة الثالثة وهي كونها وقعت مناما لا يقظة
فهذه مردودة بواقع الحال فلو كانت وقعت مناما لم يكن للكفار أن يناقشوها ذلك لأن المرء لا يناقش فى مناماته فلو قلت ذهبت البارحة مناما أقصى الارض الى الصين او الهند ثم ذهبت الى الغرب الى البرازيل وكندا
كل هذا وقع لي ليلا لم يكن لأحد أن يناقشك او يكذبك ..
وهكذا فكفار قريش إنما كذبوا الأمر لانه تاباه عقولهم ولو لم يكن ذلك بالجسد والروح لما كان فى الأمر ما يستحق النكير ..
نسأل الله لنا ولكم التوفيق وان نكون قد وفقنا فى رد شبه المبطلين المضلين".