
الاستفزاز والابتزاز!!

في جميع المدارس والمذاهب السياسية، إما أن يكون الشخص معارضا للنظام، وإما أن يكون مواليا له، والخيار الثالث أن يكون تكنوقراطيا، غير منتم سياسيا.
لكن في موريتانيا، هناك نمط من المواقف السياسية "هجين" يؤمن أصحابه ببعض النظام، ويكفرون ببعض، يزعمون أنهم يدعمون رئيس الجمهورية، لكنهم في الحقيقة يدعمون مصالحهم الشخصية فقط، يدورون معها حيث دارث، يلمزون النظام في الامتيازات(فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذاهم يسخطون).
إن هؤلاء يوقعون أنفسهم في تناقض فاضح، ويسلطون أضواء ساطعة كاشفة لسوءاتهم السياسية، وإن تمترسوا خلف مزاعم بدعم النظام، والإشفاق عليه وتمحيضه النصح، وقديما قيل:
لو كان لومك نصحا كنت أقبله@
لكن لومك محمول على الحسد.
إن الذين يظنون أنهم يتقربون إلى رئيس الجمهورية بالإساءة على وزيره الأول وقائد فريقه الحكومي هم في الحقيقة يرتكبون خطأ- بل خطيئة- ذلك لأن الإساءة والتجريح والسب والشتم ليست من أخلاق هذا الرئيس مع معارضيه-على قلتهم- أحرى تجاه أرفع مسؤول حكومي هو من عينه.
ثم إن رئيس الجمهورية وحده هو من يمتلك صلاحية تعيين الوزير الأول وإقالته، وعندما اختار شخص المختار ولد اجاي من بين جميع أطر البلد -وهو يعرفهم جيدا- وكلفه بتشكيل الحكومة، يكون أي تهجم على شخص الوزير الأول والنيل من عرضه وسبه وشتمه موقعا صاحبه في أحد خيارين:
إما أنه يشكك في قدرة رئيس الجمهورية على اختيار الأصلح، وإما أنه يعترض ويتمرد على قرار رئيس الجمهورية، وفي كلا الخيارين يكون أوقع نفسه في حرج هو في غنى عنه.
إن انتقاد سياسات الحكومة أمر مشروع، بل هو حق لكل مواطن، لكن التجريح والإساءة والتحامل ليس مقبولا، وليس مما يتقرب به للنظام، فهذا النظام نظام واحد متماسك، لا يؤمن رئيسه بسياسة المحاور وطريقة "اللوبيات" وأسلوب فرق تسد.
فإذا كان رئيس الجمهورية يفتح باستمرار أبواب القصر الرئاسي لألد معارضيه- ولا شيء يلزمه بذلك- ويستقبلهم ويعاملهم بكل تقدير واحترام، فمن السذاجة الاعتقاد بأنه سيرتاح للتهجم على وزيره الأول، أو تلويث الفضاء السياسي والإعلامي بحملة تشويه ضد شخص هو من اختاره لقيادة الحكومة، بعد أن كلفه قبل ذلك بمهام إدارية وسياسية وأثبت خلالها جدارته، وبلغة الأرقام، ومنطق تحقيق الأهداف وحصد النتائج الملموسة.
الأستاذ: سعدبوه الشيخ محمد.