"تلميذ غاندي و مانديلا" القادم من فيسبوك يهدد بحرق تونس
هدد الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي، بـ“نصب المشانق وحرق بلاده”. وأثار الفيديو الذي تناقله الإعلام التونسي ووسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع ضجة في تونس، وفقا لصحيفة العرب.
وقال المرزوقي في إطار مشاركته بمنتدى الدوحة الخامس عشر في محاضرة ألقاها تحت عنوان “أية أفاق للربيع العربي؟”، “منذ سنتين، نحن ثوريون سلميون نريد المرور إلى دولة المواطنة بالوسائل السلمية ونحلم بالديمقراطية، ونحن مصرون على ذلك. لكن إذا أفشلتنا الثورة المضادة وإذا حاولت أن ترجع بناء إلى الوراء فإنه سيأتي جيل جديد سينصب المشانق وسنتخلص منكم ولو أدى بنا الأمر إلى حرق البلاد”.
وتحدّث المرزوقي عن أعمال العنف في الجنوب وعن الحكومة مؤكّدا “طالما لم يتمّ القبول بحكم الثوريين السلميين (وفسر مغردون أنه يقصد الترويكا)، انتظروا جيلا من الثوريين المسلحين ينصب المشانق”.
وعلى خلفية هذه التصريحات، وجه مستخدمو الصفحات الاجتماعية انتقادات لاذعة للمنصف المرزوقي، مطالبين باستدعائه إلى التحقيق باعتباره يقوم من خلال تصريحاته ببث الفتنة ويحرض على العنف وبث الفوضى، خاصة وأن تونس تعيش فترة صعبة، بسبب السياسة الفاشلة لأحزاب “الترويكا” بعد ثورة 14 يناير.
وإثر الجدل المثار خرج المرزوقي، الذي وصف نفسه بـ“تلميذ مانديلا وغاندي”، بتدوينه على حسابه الرسمي على فيسبوك قال فيها “الموضوع ليس دعوتي لحرق البلد من عدمه وليس هل صحيح أنني طلبت رفع المشانق فلا أحد يمكن أن يصدق كلاما كهذا يصدر من تلميذ غاندي ومانديلا”.
وأعلن المرزوقي الحرب على الإعلام (الذي بث الفيديو) مؤكدا “الموضوع التردي الهائل لإعلام تجاوز كل الخطوط الحمر، (...) الآن الكلمة للعدالة التي سأطرح أمامها القضية”.
وأنكر المرزوقي ما نسب إليه، وأكد أنصاره أن الفيديو مفبرك ومجتزأ وأنه كان يقصد الوضع في سوريا. غير أن مغردين تحدوا المرزوقي أن يخرج الفيديو الأصلي غير المفبرك.
وقالت معلقة “فلنفترض جدلا أن الفيديو مفبرك ويتحدث عن الوضع في سوريا... هل بالصدفة مثلا أنه تكلم من نفس المكان سابقا وبنفس النبرة حتى يحدث المونتاج”؟
وكتب معلق “المرزوقي يتكلم على الوضع في سوريا، فما دخله حتى يقول سنحرق البلد حتى ولو كان ذلك على لسان السوريين؟ أليس هذا تدخلا في شؤون الغير.. في كل الحالات كلامكم مردود عليكم”.
وعلى حسابه الذي يتابعه أكثر من نصف مليون شخص، كتب المرزوقي “الثورات المضادة ستفشل ديمقراطيا في تونس وعسكريا في سوريا وشعبيا في مصر”.
ومن محاضرته “أية آفاق للربيع العربي” في الدوحة، اقتطف المرزوقي فيديو جاء فيه “أنا من طينة مختلفة عن المجرم السفاح بشار الأسد لأنني أقدس حق الإنسان في الحياة”.
وسخر مغردون من مرض “جنون العظمة” الذي أصيب به المرزوقي فهو “تلميذ مانديلا وغاندي” وطينته مميزة على البشر. وتساءلوا كيف تكون من طينة مختلفة عن بشار فيما تهدد بحرق البلد.
وكان المرزوقي أطلق “حراك شعب المواطنين” إلى جانب إطلاقه موقعا رسميا على الإنترنت وصفحة رسمية على فيسبوك تحت اسم الحراك ضمت إلى الآن 26 ألف متابع.
وعلى صفحة الحراك على فيسبوك نشر مقال جاء فيه “لن ينفع أن نشكو همنا إلى القضاء هو جزء من المشكل ولن ينفع أن نشكو أمرنا إلى الهايكا (هيئة الإعلام السمعي البصري) فلو “جا فالح راهو من البارح” ولن ينفع أن نشكو همنا مطلقا. الحقيقة الوحيدة الثابتة أن الشكوى ولعب دور الضحية والتظلم وإثارة الشفقة وحتى الإقناع بالعقل و“الحوار” و“التوافق” لن تنفع وكذلك العنف بأنواعه جميعها”.
يذكر أن اتهامات عدة وجهتها بعض الأطراف، من بينها أطراف أمنية نقابية، بتورط المرزوقي و“حراكه” وكذلك بعض نواب حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في إشعال فتيل الفتنة في الجنوب التونسي وصولا إلى أحداث الفوار منذ أيام.
ويهدف المرزوقي من خلال “الحراك” إلى إعادة تموقعه سياسيا بعد هزيمته، وتنصيب نفسه زعيما للمعارضة. وتعليقا على ذلك كتب بعضهم “يدرك استحالة فوزه بالزعامة وحزبه (المؤتمر لأجل الجمهورية) لا يملك سوى أربعة مقاعد في البرلمان الجديد، فعمد إلى ادعاء ملكية ما لا يملك، أي الجسم الانتخابي الذي صوت له، والذي يمثل جمهور حركة النهضة”.
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يهدد فيها المرزوقي أبناء شعبه بالويل والثبور، فعندما كان رئيسا مؤقتا هدد معارضي حكومة الترويكا بنصب المشانق، كما هدد التونسيين بالعقاب، إضافة إلى نعته لهم بالجهلة والمتخلفين، دون نسيان صولاته في التهجم على الإعلام.
بوابة افريقيا الاخبارية