استنكار شديد بسبب فصل أول برلمانية محجبة من حزبها في بلجيكا(صورة)
إتهمت “ماهينور أوزدمير”، أول برلمانية محجبة في بلجيكا وأوروبا، حزبها السياسي في بلجيكا الذي قرر فصلها، أن وراءه دوافع عنصرية، وقالت إن رئيس الحزب كان منزعجًا من حجابها، وأضافت أنها رفضت مزاعم الأرمن بخصوص أحداث 1915 التي شهدتها منطقة الأناضول أيام الحكم العثماني،
وأفادت أوزدمير، وهي تنحدر من أصول تركية، في تصريح للأناضول، أنها رفضت ضغوطات حزبها لتأييد المزاعم الأرمنية التي تدعي تعرضهم لـ “إبادة عرقية”؛ حيث كشفت أن الأمين العام للحزب استدعاها وطلب منها التوقيع على بيان اعتراف بالإبادة المزعومة، مهددًا إياها بالفصل من الحزب في حال رفضها. وتابعت أوزدمير أنها ردت على الطلب بقولها: “أنا مصرة على آرائي في هذا الموضوع، وصامدة ولن أتخلى عن حقي في حرية التعبير”. وقالت إن هذا السبب الحقيقي وراء طردها من الحزب، وأوضحت أوزدمير، أن رئيس حزب “المركز الديمقراطي الإنساني” البلجيكي، بينويت لوتغن، الذي يتولى زعامة الحزب منذ عامين، لم يمنحها أي وظيفة ذات قيمة داخل الحزب رغم حلولها في المرتبة الخامسة من حيث عدد الأصوات التي نالتها في بروكسل خلال الانتخابات العامة في 2014، مضيفة: “كنت على علم بأنه منزعج من حجابي”.
و”أوزدمير” المولودة في عام 1983، دخلت البرلمان البلجيكي لأول مرة عام 2009، عن مقاطعة بروكسل، وهي مسلمة من أصول تركية، وأول عضوة في برلمان أوروبي ترتدي الحجاب الإسلامي، والوحيدة باستثناء نائبة عن منطقة سبتة المغربية الخاضعة لحكم ذاتي تحت إدارة إسبانيا، كذلك تعد أصغر نائبة سنًا في برلمان بروكسل الإقليمي، وكانت تمثل حزب المركز الديمقراطي الإنساني، قبل فصلها منه.
وتعرضت “أوزدمير” لحملة قادها اليمين البلجيكي، بسبب حجابها، ومع ذلك تمكنت من الفوز في انتخابات برلمان المقاطعة.
و”أوزدمير” حاصلة على شهادة في العلوم السياسية من جامعة بروكسل الحرة، ووالدها تاجر تركي مقيم في العاصمة (بروكسل)، التي تسكنها جالية مهاجرة كبيرة، وشاركت لمدة ثلاث سنوات في أعمال مجلس بلدية شاربيك، وهي ترتدي الحجاب، وتقول أوزدمير: “لقد ارتديت الحجاب في سن الرابعة عشرة عن قناعة شخصية، وأرفض أن يتم التركيز على مظهري الخارجي دون غيره من جوانب أخرى في حياتي”.
وقالت بعد انتخابها إنها ستعمل ضد البطالة وإرجاع المحجبات إلى العمل والمدارس، وتابعت: “أريد أن أشير هنا إلى أنه بالحجاب، أو من دون حجاب لن يكون هناك أي تأثير على نظرتي للمشكلات في هذا البلد، ولا على كيفية إيجاد الحلول وتقديم المساعدة للآخرين، سواء بالحجاب أو من دون حجاب”. وأضافت بشأن حجابها: “أحجب شعري ولا أحجب فكري، ولن يكون غطاء الرأس الإسلامي عائقًا أمام نشاطي وعملي السياسي، ويجب ألا يتحول الأمر إلى نقطة خلاف، وأنصح الذين ينتقدون الحجاب أن يذهبوا إلى طبيب عيون لتنقيتها من الإجحاف”.
وقد أثار قرار فصلها من الحزب استنكارًا شديدًا، ووصف عضو الهيئة التدريسية في جامعة “لويزفيل” الأمريكية المؤرخ “جوستين مكارثي”، قرار فصل أوزدمير، بـ “الخاطئ للغاية، والمنافي للديمقراطية”، مؤكدًا أن حرية التعببير من الحريات الأساسية، ولا يمكن فرض رأي على شخص، أو منعه من إبداء رأيه، فيما أكد مدرس العلاقات الدولية بجامعة بيلكنت التركية، الأستاذ نورمان ستون، أن فصل أوزدمير من الحزب لا يتماشى مع الديمقراطية، مشيرًا أن مثل هذه الحوادث هي نتيجة التحريض الذي يمارسه اللوبي الأرمني.
التقرير