صحفي مشهور يدعو إلى إنقاذ موسم "كنوال " (في آدرار)
في مقال باللغة الفرنسية منشور تحت عنوان " il faut sauver la saison de kanawal de l’Adrar"
كتب الصحفي المخضرم محمد فال ولد عمير عن حي "كانوال" الذي يشكل "بوابة للمدخل الجنوبي لمدينة أطار الجميلة، بما يمثله من وزن في تاريخ منطقة آدرار،بطابعه الاحتفالي المفتوح،والعالمي، ولكن أيضا أنشطته الدؤوبة، و المنظمة،و بساحاته العامة و الفسيحة المخصصة للسهرات حول جولة من الكرة الحديدية، أو المدائح النبوية و الأماسي الفلكلورية، وهو أيضا مكان لتنظيم البطولات الكبرى بمناسبة موسم" الكيطنه" التي تشكل مهرجانا للتمور، وفرصة لتخليد الثقافة الواحاتية العميقة."
هنا يقول الكاتب " تتخد " الكيطنه" أبعادا و ألوانا لا توجد في أي مكان آخر من هذا البلد في هذا الوقت بالذات، و تصبح "كانوال" نقطة التقاء حيث يتواجد البعض للاحتفال ... لكن " كانوال هذه السنة – حسب ولد عمير- قد تحرم من إحدى أهم التظاهرات الأساسية وهي بطولة الرماية،ذلك أن اتحادية الرماية تمر بأزمة قيادة عميقة، زاد من تعقيداتها ارتباك قرارات العدالة – كالعادة- لصالح أحد الأطراف في البداية ثم الحكم للطرف الآخر ثانيا، مما حول القضية إلى نزاع اتخذ في النهاية شكل سيناريو سيء الإخراج.
و يضيف الكاتب " فجأة برزت قيادتان للاتحاد الوطني للرماية، وتحولت ممارسة الرماية التي ظهرت في السنوات من مهنة نبيلة إلى تنافس محموم على حصص مالية معتبرة، و بالتالي صراع عنيف حول قيادة هذا الاتحاد.
و يتابع الكاتب "و في خضم هذا الارتباك لم تجد وزارة الثقافة – الوزارة الوصية- حلا أفضل من طلب إيقاف أنشطة هذا الاتحاد،و كان يكفي لذلك تجفيف منابعه عبر منع الاتجار بالذخيرة المصدر الرئيسي للدخل، جوهر هذا الصراع – حسب تعبيره-.
و يرى ولد عمير أنه " مع وقف هذا النشاط تعطل كل المهرجان، و أصبح موسم " كانوال" في خطر محدق".
مضيفا أنه " في الواقع ومنذ حوالي عقدين من الزمن تنظم مسابقات للرماية خلال هذه التظاهرة، مما يولد أنشطة اقتصادية تدر مداخيل يستفيد منها السكان المحليون، هذا إضافة إلى المبادلات الاجتماعية و الثقافية التي تسهم في تخفيف معاناة سكان المنطقة الذين يواجهون مشقة الحياة الواحاتية المطبوعة بقسوة المناخ، والنقص الحاد في المياه ،و الحرارة المفرطة."
و يقول الكاتب " في هذه السنة كان واضحا أن حصاد " الكيطنه" سيكون سيئا جدا، و مشكلة التموين بالمياه مطروحة بإلحاح كالعادة، و محصول زراعة الخضروات وصل إلى أدنى مستوياته، و هو ما يعني أن الأنظار كانت متجهة إلى ما قد يجلبه هذا المهرجان أكثر من أي وقت مضى .
هذه الأيام القليلة المفعمة بالأنشطة الرياضة و الثقافية و التي تظهر كلحظات استثنائية هي أيضا بمثابة فرصة لازدهار مكثف (ولكن مؤقت ) للتجارة الصغيرة، لكن غياب نشاط الرماية لهذا العام لا شك سيقلل من أهمية خيط هذا الأمل، و من الاعتماد على هذا الصمام لذي يوفر متنفسا يسمح بمرور الأكسجين - حسب وصف الكاتب-.
و يتابع ولد عمير: "إعلان البلد منطقة حمراء جراء قتل الأجانب خلال السنوات الفارطة، ووطأة تقلبات الطقس الحاد تزيد من قدرة التحمل الأسطوري لسكان المنطقة الذين اعتادوا منذ فترو طويلة على العيش بعرق جبينهم ، و هم الوحيدون في الفضاء " البيضاني" الذين يجعلون من العمل قيمة.
و يخلص ولد عمير أنه "لا يجوز أن يكون قرارا سريعا سببا في حرمان هؤلاء السكان من فرصة قد تبدو ضئيلة، لكنها كبيرة في بيئة تعاني من الندرة كهذه، كما أن تسوية النزاع حول قيادة اتحاد الرماية لا يجوز أن تكون مانعا أمام تنظيم المنافسات المقررة لأنها هذه التسوية سوف تستغرق وقتا طويلا و تتطلب وعيا حقيقيا من طرف الممارسين و السلطات حول التحديات الحقيقية للمسائل المالية و الأمنية لنشاط الرماية.
كما أن القرار الذي اتخذته السلطات لا يضع في الاعتبار مشاعر العشرات من ممارسي هذه الرياضة،وهو أيضا تجاهل لمصلحة السكان المحليين ولما أصبح يمثله نشاط الرماية التقليدية في المناطق التي ينظم فيها من حدث اجتماعي و ثقافي و اقتصادي كبير وهام."
