هل بدأ ولد عبد العزيز يـُعد ولد بايه لمهمة خـاصة (تحقيق حصري)
الشيخ ولد بايه، الضابط المتقاعد، شخص يوصف بالانطوائي، والانعزالي، يقرر بمفرده، وينفذ قراراته، يرى عديد المراقبين أنه يشترك مع رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز في العديد من القواسم المشتركة، اشتهر الشيخ ولد بايه بتصريحاته التي ربما ندم عليها، والتي قال فيها إنه كان يجني مبلغ 3 مليار أوقية سنويا من عمله في الرقابة البحرية بانواذيبو، وصنفته دراسة أخيرة ضمن عشر شخصيات موريتانية تفوق رواتبها راتب رئيس الجمهورية، باعتبار ولد بايه مكلفا بملف المفاوضات مع الاتحاد الأوربي في مجال الصيد، فضلا عن كونه مستشارا لوزير الشؤون الاقتصادية والتنمية.
عانى الشيخ ولد بايه من التهميش إبان حكم ولد الطايع، ومع وصول ولد عبد العزيز لسدة الحكم أطلق له العنان، ومنحه مناصب لا تمنح عادة إلا لصفوة الصفوة، لدخلها الكبير، وبعدها عن الأنظار، إلى أن قرر ولد عبد العزيز الدفع بالعقيد ولد بايه لواجهة العمل السياسي عمدة لمدينة ازويرات، وكانت المفاجأة أن تم انتخابه رئيسا لرابطة عـُمد موريتانيا، رغم أن بلديته (ازويرات) تعد من أصغر البلديات، مقارنة بمدن الشرق، والوسط، والجنوب الموريتاني، فعمدة النعمة مثلا، أو كيفه، أو روصو، أو ألاك كان الأجدر برئاسة رابط العمد، حسب المعايير الموضوعية، ومن المؤشرات على قوة نفوذ الرجل دوره البارز في حل أزمة إضراب عمال شركة اسنيم الأخير، فرغم أن جهات عديدة دخلت على خط الوساطة لحل الأزمة إلا أن كلمة ولد بايه كانت هي الأعلى.
يجمع المراقبون على أن الشيخ ولد بايه يستمد نفوذه مباشرة من الرئيس محمد ولد عبد العزيز، بل إن ولد بايه نفسه لا يخفي ذلك في أحاديثه القليلة مع من يلتقيهم، قبل فترة ليست بالقصيرة قفز اسم الشيخ ولد بايه، باعتباره من أبرز المرشحين لرئاسيات 2019 قبل أن يتراجع الاهتمام الإعلامي بالرجل، ليعود إلى الواجهة بقوة من جديد، ولكن هذه المرة على حساب أماتي بنت حماديرئيسة مجموعة انواكشوط الحضرية، تلك السيدة التي ظُلمت ظلما كبيرا، عندما سرق ولد بايه جهودها في التحضير لاجتماع رابطة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المنعقدة حاليا بانواكشوط، وتولى هو رئاستها، على حساب بنت حمادي، بإيعاز من رئيس الجمهورية - كما تقول معلومات "الوسط"-.
كل هذه المؤشرات تؤكد أن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز يـُعد صديقه الشخصي، وزميله في العسكرية الشيخ ولد بايه للعب دور كبير، ربما لم يكن الرجل يحلم به، وعلى الأرجح سيكون هذا الدور سياسيا، بعد أن امتلأت خزائن الرجل من مليارات السمك..
(الوسط) سيواصل في سلسلة تقارير قادمة رصد نفوذ، ومسار هذا الرجل، في محاولة لاستشراف ما ستحمله الأيام، ليس ذلك فضولا، ولا اهتماما بشأن خاص، بل تتبعا لمسار شخصية تقول كل المعطيات إنها سيكون لها شأن كبير في هذا البلد.
تــابع.