وزارة التهذيب، وآباء التلاميذ يعزيان في فاجعة الوطن (تعزية)
أحمدو ولد محمد ولد عبد العزيز، وهو الاسم الذي سيظل إلى الأبد منقوشا في ذاكرة آباء وأمهات تلاميذ موريتانيا وجميع أولئك الذين يهتمون بالتعليم، في الواقع انه الابن البار لبلده ، والذي استحوذ على القلوب بخلقه الحسن وتواضعه ورحمته للضعفاء. رحمة تكللت برئاسته لمنظمة الرحمة غير الحكومية التي تحدى بها الزمان والمكان لغرض وحيد هو التخفيف من معاناة السكان الموريتانيين. هذه المرة، ألهمته عظمة روحه واندفاعه لعمل الخير أن يتوجه إلى الآلاف من أطفال المدارس الذين يقف آبائهم مكتوفي الأيدي أمام معاناتهم، فلا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا لتربية أبنائهم. ولهذا قرر البطل أن يضع بصمته في مجال التهذيب من خلال دعم المشاريع الكبيرة والإصلاحات الكبرى عبر إطلاق برنامج طموح لتوزيع المواد والتجهيزات المدرسية على المدارس والتلاميذ في الأماكن ذات الأولوية.
ومن خلال جولاته وتنقلاته بين المدن والقرى والقريات من الترحيل بنواكشوط إلى النعمة مرورا ببوتلميت و بورات وألاك وغانكي ولكصيبة وامبود ومقاطعة باركيول ومكطع لحجار والطينطان وكوبني وصولا إلى النعمة، وأكل الطعام والمشي مع الفقراء في الأماكن الوعرة، لمنحهم الأمل، وكان من قدر الله أن يوافيه الأجل المحتوم وهو في مقتبل العمر وعند 24 سنة.
كما كانت هذه النهاية حزينة للبطل الآخر الصحفي الكبير الشيخ عمر أنجاي من صحيفة الأوتانتيك؛ لقد تفرغ هو الآخر للعمل الإنساني من خلال القلم والكلمة وكان محط تقدير وإعجاب الجميع.
وخلال فترة وجيزة، قدم أحمدو ولد محمد ولد عبد العزيز دروس بالغ لبالغين، هنا وفي أماكن أخرى، ويتجلى ذلك في القدرة على التضحية والتخلي عن ملذات زائلة للحياة الفانية والتفكير في هموم الآخرين وأن يعيش معهم مشاكلهم.
لقد منحه الله شخصية نادرة، حتى ترك وجهه المتنور، وجسمه اللطيف وقلبه السليم فراغا كبيرا في وسطنا.
رحل الشابان وهما في رعيان العطاء، شيعتهما موريتانيا المكلومة وصلى عليهما شعب بأكمله وودعهما إلى مثواهما الأخير.
نقدم لمحمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية كل التعازي ولأسر البطلين وندعو الله أن يتغمد أرواحهم في رحمته، وأن يفتح لهم فسيح جنانه. آمين.
انواكشوط، الخميس 24 ديسمبر 2015
المجلس التنفيذي لرابطة آباء التلاميذ
الطاقم الإعلامي لوزارة التهذيب الوطني