هــام إلى الشعب الموريتاني بخصوص تعزية أسرة الرئيس (حصري)
تعتبر تعزية أهل الميت مسألة مرغوبة شرعا، وإنسانيا، واجتماعيا، وأخلاقيا، فهي مما يساعد أسرة الفقيد على مقاومة الحزن، ويزيد من قدرتهم على الصبر، والسلوان، والتحمل، لكن أغلب أهل العلم حددوا أيام التعزية بثلاثة، واعتبروا أن التعزية بعد ثلاثة أيام " مكروهة" لأنها تأتي بعكس الفائدة منها، فأهل الميت بعد الثلاثة يفترض أن يكونوا قد تجاوزوا الصدمة، وبدؤوا في نسيان المصيبة، وتعزيتهم من جديد هي بمثابة نكء الجرح، وتذكيرهم بالمصاب، وجعلهم يعيشون من جديد أجواء الحزن، بعد أن بدؤوا تجاوزها.
بعد وفاة نجله في حادث سير مؤلم، باشر رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بنفسه جميع الإجراءات اللاحقة، بدء بالصلاة على الفقيد، المرحوم أحمدو، مرورا بدفنه في مقبرة العائلة، وانتهاء باستقبال المعزين في منزل الأسرة، وظل الرئيس ولد عبد العزيز طوال أيام التعزية يستقبل المعزين في المنزل، وفي القصر الرئاسي، ومع انتهاء فترة التعزية أصدرت أسرة رئيس الجمهورية بيانا إلى الشعب الموريتاني، شكرت فيه الجميع على مشاعر التعاطف التي أبداها الشعب بمختلف فئاته، وأطيافه، ليغادر الرئيس، وحرمه، وبعض أفراد أسرته، نحو بادية تيرس الزمور، في أقصى شمال البلاد، وذلك لأخذ قسط من الراحة، بعد أيام من الحزن، والسهر، والعمل.
لقد قام الرئيس، وأسرته بما عليهم، وقام الشعب أيضا بواجبه على أكمل وجه، فشكرا للرئيس، وأسرته، والشكر كل الشكر للشعب الموريتاني بجميع شرائحه، دون استثناء، والشكر موصول إلى الإخوة في الدول الأجنبية الذين حرصوا على تعزيتنا في مصابنا، سواء من قدم منهم بشخصه، أو من أبرق معزيا، فشكر الله سعي الجميع.
وواجب الجميع في هذه الفترة أن يتوقفوا عن برقيات التعزية، على المواقع، ووسائل التواصل الاجتماعي، أو بشكل مباشر، وبدل ذلك على الجميع أن يحاول إدخال الفرحة، والسرور من جديد على عائلة الرئيس المكلومة، فكان أهل العلم يحرصون على القيام بأمور تدخل الفرح على أهل الميت، بعد انتهاء أيام التعزية، مثل ترتيب زواج أحد أبناء الأسرة المكلومة، أو إشراكها في نشاط ترفيهي، أو حدث يدخل البهجة على المكان، ليملأه فرحا، بعدما ملئ حزنا.
وفيما يلي بعض أقوال العلماء في تحديد فترة التعزية:
وتكره التعزية بعد ثلاثة أيام على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء
قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى -:( قال أصحابنا: وتكره التعزية بعد ثلاثة أيام، لأن التعزية لتسكين قلب المصاب، والغالب أنَّ سكون قلبه بعد الثلاثة، قد حصل فلا يجدد له الحزن، هكذا قال الجماهير من أصحابنا
وقال ابن مفلح - رحمه الله تعالى -:(وحدها في "المستوعب": إلى ثلاثة أيام، وذكر ابن شهاب والآمدي وأبو الفرج: يكره بعدها لتهييج الحزن، واستثنى أبو المعالي إذا كان غائباً، فلا بأس بها إذا حضر)).
وقال ابن عابدين - رحمه الله تعالى -:( الجلوس في المصيبة للرجال ثلاثة أيام جاءت الرخصة فيه)
وقال الشيخ البهوتي - رحمه الله تعالى -:(وتكون التعزية إلى ثلاث ليال بأيامها).
وقال الشيخ ابن ضويان - رحمه الله تعالى -:(ويسن تعزية المسلم إلى ثلاثة أيام بلياليهن؛ لأنها مدة الإحداد المطلق).