UPR: حشرنا المعارضة الراديكالية في الزاوية الضيقة ..
ابتدع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية لأول مرة في البلاد آلية مبتكرة لعقد مهرجانات متزامنة كعمل سياسي نوعي لإبلاغ ونقاش مضامين خطاب رئيس الجمهورية بعاصمة ولاية الحوض الشرقي في الثالث من مايو الجاري.
هذا التزامن تم بموجبه عقد 22 مهرجانا شعبيا في كافة فروع الحزب المترامية في أرجاء العاصمة انواكشوط، انطلقت كلها عصر اليوم الجمعة في آن واحد وتعرض خلالها أعضاء من المكتب التنفيذي لحزب الاتحاد وأعضاء في الحكومة لمضامين خطاب النعمة الأخير؛ كما وجهوا انتقادات لاذعة لتصريحات قادة أحزاب المعارضة المقاطعة للحوار، وعبروا عن استهجانهم لأساليب التلفيق وقلب الحقائق التي اعتمدها قادة أحزاب معارضة وسياسيون وناشطون فيها، سبيلا لتشويه وتحريف مضامين خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في النعمة سعيا إلى تأليب الرأي العام الوطني والدولي على فخامته ومن خلاله على الأغلبية السياسية والديمقراطية المؤيدة له.
قادة الحزب اتفقوا على "أن نجاح مهرجان النعمة وجودة خطابه والتفاعل الإيجابي معه من قبل ساكنة الحوض الشرقي كلها عوامل شكلت مجتمعة صدمة كبرى لدى المعارضة الرافضة للحوار مما دفعها إلى التخبط العشوائي في المواقف والادعاءات الرامية إلى إثارة الفتنة وبث روح التشرذم والتفرقة في صفوف الشعب الموريتاني عقابا له على تقديره وتثمينه لمسيرة النماء والاستقرار التي تعيشها موريتانيا تحت قيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز".
المتحدثون من على منصات مهرجانات حزب الاتحاد في العاصمة انواكشوط اليوم أكدوا حديث رئيس الجمهورية عن الوضع السياسي في البلاد وتمتعها بنظام ديمقراطي تعددي يكفل إشاعة الحريات وخلو السجون والمعتقلات من أي سجين رأي، وأن هذه المكاسب لا يمكن المساس بها أو التراجع عنها، كما دعوا إلى ترشيد أجواء الحرية وعدم تسخيرها ضد مصالح البلاد كما طالب رئيس الجمهورية بذلك في خطاب النعمة.
وكان لشريحتي الشباب والنساء وما حظيتا به من اهتمام في السنوات الأخيرة نصيبا هاما من عروض أعضاء المكتب التنفيذي بحزب الاتحاد وأعضاء الحكومة، فعن تشجيع الشباب ودعوته للانخراط في العمل السياسي واحتلاله لمواقع هامة في تسيير أمر البلاد بين المتحدثون خلال المهرجانات الأفكار والرؤى التي تقدم بها رئيس الجمهورية في هذا المجال.
كا تحدث قادة الحزب والوزراء أما الحشود الجماهيرية التي حضرت المهرجانات عن مكانة المرأة وما عانت منه من تهميش قبل هذا النظام وما حظيت به من اهتمام وتمكين في عهد الرئيس المؤسس يتجلى حاليا في انفرادهن بتسع حقائب وزارية من الحكومة الحالية فضلا عن توليهن مئات المناصب والوظائف العليا في هرم الغدارة العمومية ومؤسسات الدولة، وتسنمهن المناصب الانتخابية على نطاق واسع.
صيانة الوحدة الوطنية وحمايتها كان لها نصيب الأسد من المداخلات التي ركزت على إشارة رئيس الجمهورية إلى "أن الوحدة الوطنية أصبحت شعارا يستخدم لأغراض سياسية، وإلى ضرورة الابتعاد عن مثل هذا الطرح لسمو الوحدة الوطنية على الرغبات الآنية والمصالح الضيقة والأنانية لبعض السياسيين الذين عاشوا على حساب ثروات الشعب ومصالحه العليا ردحا من الزمن، وكانوا حينها لا يفكرون بالوحدة الوطنية على الإطلاق".
ظاهرة مخلفات العبودية وبقايا الممارسات والمسلكيات الاستعبادية ذكر بها القائمون على المهرجانات مرددين ما جاء في نص خطاب النعمة "إن أكثر من يتكلمون عنها اليوم هم المستغلون لها كقضية لتفريق الشعب الموريتاني الموحد الذي عرف هذه الظاهرة في الماضي كغيره من شعوب المعمورة؛ إلا أن تصديه اليوم لآثارها بصرامة مثل مواجهته لانعدام التعليم بنشره ومجانيته في جميع أنحاء البلاد وخاصة المناطق التي يعيش بها المتضررون من مخلفات هذه الظاهرة المقيتة من خلال معالجة الآثار الناتجة عن التفكك الأسري المنتشر ليس فقط بين الطبقات التي عانت من العبودية في الماضي بل في كل طبقات المجتمع الموريتاني" مبرزين أن "ذلك يجب أن يتم بصدق وأمانة ووعي عبر متابعة الأطفال وحمايتهم من الانحراف أو الارتماء في أحضان شبكات المخدرات والجريمة، وهو ما تقوم به السلطات العمومية من خلال اعتماد سياسات تنموية تحارب الفقر والهشاشة الاجتماعية والاقتصادية لدى كل شرائح المجتمع".
البعثات المشتركة بين الحكومة وحزب الاتحاد بينت أمام الجماهير الغفيرة التي حضرت المهرجانات في مختلف فروع الحزب أن "هذه الفكرة الهامة والنيرة كبقية الأفكار التي وردت في خطاب رئيس الجمهورية، تعرضت لمحاولات بعض أطراف المعارضة التي وصفوها بالمحبطة لاستغلالها وتشويه مضمون فكرة رئيس الجمهورية ومحاولة بث سموم التفرقة العنصرية من خلالها".
قادة الحزب خاطبوا جماهيرهم قائلين:" إن المعارضة الفاشلة والرافشة للحوارهي من افترى ولفق بعض الأقوال المسيئة لشريحة اجتماعية عانت من هذه الظاهرة أكثر من غيرها رغم أن كل شرائح المجتمع ومكوناته عانت وتعاني منها بفعل تأثيرات مخلفات الفقر والتخلف والأمية والهجرة من الريف إلى المدينة خلال سنوات الجفاف.
الدستور وما أثير حوله في الأسابيع الماضية من جدل عرج عليه قادة الحزب مكتفين بتذكير جماهيرهم بما جاء في خطاب رئيس الجمهورية "إن تناول اثنين من أعضاء الحكومة لهذا الأمر لا يعني بالضرورة ما فسرته المعارضة على هواها ؛ محاولة أن تجعل منه مطية لتبرير فشلها الذريع في الانتخابات وانتهاك الحرمة القانونية والدستورية لنتائج الانتخابات ولإرادة الشعب وعدم احترامها لشرعية صناديق الاقتراع باستمرار " .
قادة الحزب تساءلوا : هل ما تقوم به المعارضة الرافضة لإرادة الشعب ولحرمة المؤسسات الدستورية وللحوار الديمقراطي البناء، مع ما تقوم به من تلاعب بالأعراف والقيم الديمقراطية وتجاهل للشرعية التي تمثلها الأغلبية الحاكمة اليوم بتفويض من الشعب ؟ هل يتطابق كل هذا مع احترام الدستور ؟ ومن الذي حمى الديمقراطية 2007 ؟ ومن الذي امتنع عن الترشح للانتخابات الرئاسية سنوات 2005 و 2007؟
الاتحاديون ذكروا من على منصة المهرجانات أن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لم يأت إلى السلطة رغبة فيها وإنما جاء تلبية لرغبة شعبية عارمة تتوخى القطيعة التامة مع الفساد وهدر المال العام دون جدوى .
قادة الاتحاد ذكروا ساكنة العاصمة بقول رئيس الجمهورية المسؤول "أنه لن يكون عقبة أمام ترسيخ الديمقراطية السليمة في البلاد ، وأن ذلك ليس معناه وصاية المعارضة على البلد، أو أنها تمثل البديل المناسب للشرعية السياسية والانتخابية القائمة ؛ مؤكدين أن الشعب الذي قال كلمته بلسان فصيح في حق المعارضة بسده الباب أمامها ؛ لا يمكن أن ينخدع بها أبدا ولن يسمح لها بالوقوف أمام مسيرته الإنمائية التي تحققت في عهد الرئيس المؤسس محمد ولد عبد العزيز".
خطابات مهرجانات العاصمة تناولت كذلك الدعوة إلى إلغاء مجلس الشيوخ واستحداث مجالس محلية تسهم في تجذير وتدعيم اللامركزية وتخلق المزيد من فرص ولوج السكان إلى مصادر القرار الخاص بالتنمية المحلية وإشاعة الحكامة الراشدة . كما كان للمحور الاقتصادي وتواصل العمل الدؤوب من أجل تحسين ظروف المواطنين على مختلف المستويات باعتبار ذلك شغلها الشاغل، كان أحد المحاور الأساسية التي ركزت عليها البعثات الحكومية والحزبية المشتركة ؛ معتبرة "أن المعارضة آثرت بدل الاعتراف بهذه الحقائق الركون إلى قلب الحقائق ونشر الأكاذيب".
وفي المجال الاجتماعي ذكر المتحدثون من على منصات المهرجانات بعناية النظام الحالي بكرامة الإنسان الموريتاني والسهر على تطوير القطاعات الخدمية الأساسية ذات الارتباط بحياة المجتمع. ولنا عودة لاحقا لتفاصيل المهرجانات الشعبية بتقاري مفصلة حولها على مستوى كل فروع الحزب في اتحادياته الثلاث بانواكشوط.
مصدر الخبر/ اللجنة الإعلامية لحزب الاتحاد