هل لجأت المعارضة لأسلوب "البلطجة" للتشويش على الحزب الحاكم ؟
يعتبر السماح بممارسة الحريات الفردية، والجماعية أبرز المكتسبات التي يتباهى بها نظام ولد عبد العزيز منذ وصوله السلطة، ورغم استفزازات المعارضة، وتطرفها في الخطاب، واتباعها أسلوب التجريح، والسب، والشتم ضد رأس النظام، إلا أن السلطات ظلت حريصة على السماح للمعارضة بتجريب كل أساليب الاحتجاج، من المسيرت، إلى الاعتصامات، والوقفات، والمهرجانات، والمؤتمرات، وحتى المؤامرات.
وفي أول ممارسة للحزب الحاكم لحقه في التجمهر، والتحسيس، لم تتمالكت جهات معارضة نفسها، وضاقت ذرعا بالرأي الآخر، فوقعت في الدكتاتورية التي تتهم النظام بها، فلا يمكن تبرئة المعارضة من الخطأ هنا، فبعد اعتراف حركات متطرفة بأنها شوشت عن قصد على مهرجانات الحزب الحاكم، وصمت المعارضة على هذه التصرفات ظهرت حقيقة المعارضة، باعتبارها لا تهتم بحرية الرأي إلا عندما تكون هي مستفيدة منها، أما عندما يمارسها الآخرون فينبغي قمعهم، والتشويش عليهم.
فهل كانت أحزاب المنتدى ستصمت صمت القبور، لو أن أشخاصا محسوبين على النظام تسللوا إلأى مسيرة للمنتدى، وعرقلوها، وشوشوا عليها ؟ وكلنا نتذكر استنساخ المنتدى لمصطلحات الربيع العربي من شبيحة، وبلطجية، وغيرها.