د/ الشيخ ولد الزين يكتب: تحذير الأمة من الشيعي المتأول والخارجي المعطل
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله علي النبي الكريم
تحذير الأمة من الشيعي المتأول والخارجي المعطل
عرف غلاة الشيعة بتأويلاتهم و تفسيراتهم للنص القرآني حسب أهوائهم وحسب ما تمليه معتقداتهم الفاسدة .
ولذلك لا يعترف علماء الأصول بتلك التأويلات بل يعتبرونها ملغاة لا يعبؤ بها ولا ينظر فيها ضمن مقتضيات الاستدلال .
قال في مراقي السعود :
حمل لظاهر علي المرجوح واقسمه للفاسد والصحيح
صحيحه وهو القريب ما حمل مع قوة الدليل عند المستدل
وغيره الفاسد والبعيد و ما خلا فلعبا يفيد
يعني أن تأويل اللفظ علي غير ما يقتضيه المعني والسياق لعب ولهو لا يلتفت عليه في سياق الاستدلال .
ومن ذلك قول بعض غلاة الشيعة في قوله تعالي ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) قالوا هي عائشة
وقالت الخطابية من الشيعة أَن أَبَا بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا هما الجبت والطاغوت الذين قال تعالي فيهم ({أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51) } [النساء: 51]
لم يؤت هؤلاء من قلة فهم أو قلة حيلة إنما أتاهم الضلال من محاولتهم تحميل الألفاظ دلالات غير دلالاتها بما يخدم أهدافهم وأغراضهم .
أما الخوارج فنقيض هؤلاء يأخذون الألفاظ علي ظاهرها ويفسدون الأديان من حيث يرون الصلاح فقد رفضوا التحكيم خوفا من تحكيم الرجال وقالوا لا حكم إلا لله واستدلوا لذلك بظاهر الآية الكريمة { إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57)} [الأنعام: 57] ولقد حجهم ابن عباس رضي الله عنه بقوله كيف نحكم الرجال في فدية قتل الصيد {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) } [المائدة: 95].
وكيف نحكم الرجال في الخصام بين الأزواج {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)} [النساء: 35]
كيف نحكم الرجال في كل ذلك ولا نحكم الرجال في خصام يؤدي إلي سفك الدماء وانتهاك الأعراض .؟
لقد أوتيت الأمة اليوم من صنفين :
- متأولون للنصوص يبغون الفتنة ويسعون فيها ولقد قال تعالي فيهم { وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14)} [الأحزاب: 14] وقال تعالي ({ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ } [البقرة: 191]
وقال تعالي {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217]
- كما أتيت الأمة من خوارج ظاهريين يخالفون منهج السلف في الفهم للشرع ومقاصده وكلياته .
الشيعة في سياقنا هذا تعني منهجا في التأويل فرب شيعي في المنهج غير شيعي في المعتقد ورب سني غير سني بل خارجي في المنهج والمعتقد .
ذلك لأن الفرق الإسلامية لم تكن في بادئ أمرها إلا مناهج في التفكير والاستدلال تبتعد عن الجادة أو تقترب منها حسب أدوات الاستنباط المعتمدة عند كل صاحب منهج .
و لقد أحسن للعلامة الشيخ سيديا حين قال ( ومن هنا ليخش كل الخشية وليحذر كل الحذر كل عالم عامل ورئيس ولي تقي أن يقوموا ليصلحوا أمة الرحمة المهداة فيفسدوهم وليقربوهم إلي الله تعالي فيبعدوهم وليخرجوهم عن مزالق الصغائر فيوقعوهم في مهاوي الكبائر وليرموا بنيان الديانة فيهدموه ولينبشوا مرموسها فيردموه .إذ في ذلك من الإجحاف بالدين والضرر علي المسلمين ما لا يرتضيه رب العالمين .)ه
ولقد جاء الوعيد في حق المتكلم الذي يطلق لسانه دون تحر وروية فرب كلمة تهوي بصاحبها سبعين خريفا في نار جهنم .
وأولي الناس بتحر الكلم الطيب هم نخب الأمة وقادة الرأي فيها .
وأولي الناس بدرء الفتن والابتعاد عن كل ما يؤدي إليها هم نخب الأمة وقادة الرأي فيها .
والله الموفق للصواب.
الدكتور الشيخ ولد الزين ولد لمام