الاحتجاجات الأخيرة في انواكشوط.. ما ظهر، وما بطن..
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ الجمعة, 21 شباط/فبراير 2014 22:31
تعيش الساحة الشعبية حراكا متصاعدا وصل حد الغليان، بفعل ما يعتبره البعض موجة من الإساءة على الإسلام، ومقدساته، فقد تواصلت احتجاجات جماعة "أحباب الرسول" بشكل أسبوعي على مدى أكثر من شهر بساحة ابن عباس وسط انواكشوط.
وأعلنت هذه الجماعة اليوم الجمعة عن بدء نقل أنشطتها الاحتجاجية إلى المدن الداخلية، بدء من ولاية اترارزه، فالحوضين، ولعصابه، وبعد مرور شهر من احتجاجات "أحباب الرسول" ظهرت على الساحة مبادرة جديدة تدعى "المبادرة الوطنية للدفاع عن العلماء والمقدسات" وذلك بعد الاعتداء على الشيخ محمد الحسن ولد الددو، ونظمت هذه المبادرة وقفة احتجاجية قبل يومين أمام قصر العدل، بعد منعها من التجمع أمام وزارة العدل.
وعلى صعيد ذي صلة طالب وزير العدل الموريتاني سيد ولد الزين يوم أمس الخميس بوقف الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإعدام كاتب المقال المسيء، أو اعتقال المعتدي على الشيخ الددو، وقال وزير العدل في مؤتمر صحفي: إن هذه التحركات لن تجدي نفعا، وأن القضاء وحده هو ما سيحكم في هذه الحالات.
وكانت انواكشوط قد شهدت على مدى الأسبوع المنصرم احتجاجات لتلاميذ المدارس، تخللتها مواجهات مع الدرك، والحرس، وتعطلت الدراسة في العديد من مدارس انواكشوط، واتهم وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان سيد محمد ولد محم جماعات لم يسمها بإخراج التلاميذ، ودفعهم للتظاهر دون إرادتهم، وتعهد بأن توقف الدولة هذه الاحتجاجات غير الشرعية – كما قال-.
وفي البعد التحليلي لهذه التحركات يذهب بعض المراقبين إلى اعتبار جماعة "أحباب الرسول"جماعة سلفية، ذات تفكير متشدد، ويستدلون على ذلك بحرقها للهواتف، وخطابها المتشدد، بينما يصنف البعض المبادرة التي ظهرت قبل ثلاثة أيام على أنها خرجت من عباءة التيار الإسلامي، المقرب من فكر الإخوان المسلمين، ولا يستبعدون دعم حزب تواصل لهذه المبادرة، كرد فعل على "أحباب الرسول" ضمن الصراع الأزلي بين الإخوان، والسلفيين للاستحواذ على القاعدة الشعبية.
بينما يلاحظ أن الجهات الأمنية لازالت تتعاطى بسلمية كبيرة، ومرونة مع هذه الاحتجاجات، رغم أخذها طابع العنف أحيانا، ويذهب آخرون إلى حد اتهام بعض هذه الجماعات بالعلاقة بالجهات الأمنية، وتبقى الساحة حبلى بالتطورات، وربما المفاجآت، وسط مشهد اختلطت فيه الشعارات الدينية، بالأجندة السياسية، بالاعتبارات الأمنية، والعنصر الخارجي، وبات المواطن العادي يسأل: أهي مظاهرات لإجبار السياسة على تطبيق الدين، أم هو استخدام للدين لأجندة السياسة؟؟!!